قلّل المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني نمر حمّاد من شأن قضية أسرى كوادر حركة «حماس» المضربين عن الطعام في سجن أريحا بسبب عدم الإفراج عنهم على رغم وجود قرار محكمة عليا بإطلاقهم، وهو أمر اعتبرته «حماس» أزمة علّقت على خلفيتها جلسة الحوار مع حركة «فتح» والتي كان من المفترض عقدها نهاية الشهر الجاري. وقال حماد في تصريحات ل «الحياة» إن هذه «حجة وذريعة استخدمتها حماس من أجل تعطيل الحوار». وأشار إلى الزيارة التي قام بها أول من أمس المسؤول البارز في الأجهزة الأمنية الفلسطينية اللواء عدنان الضميري لسجن أريحا، موضحاً أن الضميري زار هؤلاء المعتقلين والتقى 30 منهم وتأكد بنفسه من أنهم يعاملون معاملة كريمة، ونفى رواية «حماس» بأنهم يعذبون ويتعرضون للتعذيب. ونقل عن الضميري قوله لهم: «أنتم غير معتقلين سياسياً أو جنائياً، انتم فقط محتجزون أمنياً، وهذا الأمر خاضع للمحكمة العسكرية وليس للمحكمة المدنية». ولفت الى أن السلطات الأمنية في سجن أريحا كانت تسمح لبعضهم بزيارة أسره في المناسبات. وأضاف: «لم يفقد أحد من هؤلاء السجناء أطرافه كما جرى مع بعض عناصر فتح في غزة بسبب إطلاق الرصاص على الأقدام من جانب أمن حماس». وأكد أن كل الإجراءات التي تقوم بها السلطة تهدف الى منع تكرار ما حدث في غزة، وقال: «لن نسمح بفوضى السلاح التي آلت إليه الأمور في غزة». وعما يتردد عن وجود تيار داخل «فتح» يعمل ضد المصالحة، أجاب: «هذا غير صحيح. لا يوجد أحد في فتح ضد الحوار، بل أن هناك تياراً قوياً في فتح مع المصالحة لأنها ستؤدي إلى تقوية الموقف الفلسطيني، لكن هناك تيار داخل فتح يرى أنه لا فائدة من التعاطي مع حماس والحوار معها لأن هذا التيار لديه قناعة بأن حماس ليست لديها إرادة حقيقية في إنجاز المصالحة ... والرئيس (محمود) عباس أكد دائماً أنه لا بديل عن الحوار». وسئل عما تضمنه برنامج «فتح» في مؤتمرها الأخير بأن المقاومة حق مشروع للشعب الفلسطيني وألا يتعارض هذا مع النهج الذي تسلكه الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية وما تقوم به من إجراءات، فقال: «لسنا مع المقاومة المسلحة إطلاقاً أو مع أي شيء يخدم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو والأحزاب اليمينية الأكثر تطرفاً مثل شاس وغيرها»، مضيفاً أن «إسرائيل تتمنى أن يستخدم السلاح، ونتانياهو يتمنى أن يرى أعمالاً انتحارية تخرج من الضفة لأنه حين ذلك سينقلب العالم علينا، بينما هو حالياً يقف ضد إسرائيل ويلقي اللوم عليها، وكذلك فإن مثل هذه العمليات سينقذ أميركا من إحراجها الحالي أمام العالم بأسره». ورأى حماد أن المقاومة الشعبية هي الأسلم وتتناسب مع المرحلة الفلسطينية الراهنة، فمن خلالها يمكن كسب مناصرين من معسكر السلام الإسرائيلي ومتضامنين دوليين لدعم الموقف الفلسطيني ضد بناء الجدار العازل وضد الاستيطان. وقال: «نريد أن نحمي الحقوق الفلسطينية بأن نحافظ على الأرض الفلسطينية، هذا هو الجوهر وهذا هو الأساس»، مشيراً إلى أن «نحو 70 في المئة من أهالي قطاع غزة يرغب في مغادرتها بسبب السياسات التي تنتهجها حماس ... ما يؤدي إلى تفريغ الأرض الفلسطينية ... وهذا هو الذي ينفذ المشروع الصهيوني». وشدد على أن «القيادة الفلسطينية لن تقوم بمغامرات ولن تخضع للمزايدات من هنا أو هناك»، مضيفاً: «أفضل أن نترك الأميركيين يشعرون بأن إسرائيل خذلتهم عوضاً عن إطلاق رصاصات لا تخدم الوضع الفلسطيني بل تهدد الساحة الأمنية للضفة وتهدد المشاريع الاقتصادية الواعدة هناك والتي من شأنها أن تعزز الصمود والبقاء على أرض الوطن».