ردّ رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان على اتهامه من قبل رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النيابي النائب ميشال عون بتعطيل مجلس الوزراء (هو ورئيس الحكومة سعد الحريري) بالقول إن رئيس الجمهورية «مسؤول عن مصلحة البلاد ولا أحد يحدد له متى يصوّت أو لا يصوّت فالدستور يشدد على الوفاق ورئيس الجمهورية يستكمل المعطيات اللازمة ويقيّم الوضع ويعرف متى ينتظر الوفاق ومتى يذهب الى التصويت»، وأضاف: «لا نستطيع تقييد رئيس الجمهورية بصلاحياته». وكان عون انتقد عدم طرح ملف شهود الزور الذي هو موضوع خلاف منذ زهاء 3 أشهر، على التصويت في مجلس الوزراء، فيما جاء رد سليمان على موقفه من دون أن يسميه أثناء زيارته البطريركية المارونية أمس حيث عقد خلوة مع البطريرك نصرالله صفير وحضر قداس عيد ميلاد السيد المسيح في كنيسة الصرح البطريركي. وتلقّى سليمان، الذي طمأن اللبنانيين الى أن سنة 2011 «ستكون لإطلاق ورشة لعمل المؤسسات والوزارات وإدارات الدولة وأن المشاكل التي نعيشها في اتجاه الحل»، دعماً واضحاً من البطريرك صفير الذي أشاد في عظته لمناسبة قداس العيد، مرتين «بتوجهكم الحكيم وجهودكم»، وقال: «تبذلون يا صاحب الفخامة الغالي والرخيص في سبيل بلوغ سفينة الوطن ميناء الأمان وإنّا نواكبكم بصلاتنا الى الله ليكلّل مساعيكم الخيرة بالنجاح على رغم المعوقات، وهي كثيرة وشاقة». وكشف سليمان أن آخر اتصال بينه وبين الرئيس السوري بشار الأسد كان قبل أسبوعين. وزار الصرح البطريركي للمعايدة رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط الذي قال إنه «مرتاح» للوضع العام، والنائب ستريدا جعجع التي أشارت الى زيارة رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الأخيرة للمملكة العربية السعودية، وقالت: «استُقبلنا بحفاوة جيدة وكبيرة». وامتنعت النائب جعجع عن الرد على تصريحات جنبلاط ضد زوجها، «احتراماً للطائفة الدرزية الكريمة». وكان جنبلاط زار مساء أول من أمس الرئيس الحريري بعد انقطاع زهاء شهرين في التواصل المباشر بينهما. ولم تخلُ عظات عيد الميلاد من الأمور السياسية، فإضافة الى ما تضمنته عظة البطريرك صفير، قال متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة: «حديث الفتنة هو طبقنا اليومي والجميع يحذر منها ويرفضها فإذا كانوا جميعهم ضد الفتنة فكيف ستقع؟». وزاد: «إذا ضعفت الدولة، الجميع يضعف... ولمَ انتظار الحلول من الخارج مع محبتنا للجميع واحترامنا لجهودهم؟ وهل هناك من يعطي مجاناً في هذا العصر؟». وانتقد عودة تجميد جلسات مجلس الوزراء قائلاً: «لماذا لا نبعد المؤسسات الشرعية والأعمال الإدارية وتلبية حاجات الناس المعيشية عن الخلافات السياسية؟»، معتبراً أن الاختلاف السياسي «مشروع بل مطلوب من أجل أن يغني الحياة السياسية لا أن يعطِّلها». وسأل عودة: «متى لا نعود نسمع مثلاً أن جهة ما تطالب أحياناً بالتصويت وتصر عليه وأحياناً أخرى ترفض التصويت لأن الجهة الأخرى تصر عليه ولا نعود نسمع أن أحداً يملي إرادته على مجلس الوزراء أو يفرض رأيه على سائر الأعضاء... ومهما كان أي بند محقاً ومهماً فهل هو أهم من الوطن وأين مجلس النواب من كل ما يجري؟». وتطرق الى الخلاف على المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وقال: «ألا يدعي الجميع أنهم يريدون الحقيقة؟ أنتقاتل من أجل طمسها؟ لِمَ لا ننتظر نتائج التحقيق بروية وصبر؟ ولِمَ لا يكون الجدال القانوني سبيلنا عوض التراشق الكلامي؟ ألا يستحق من اغتيل من أبنائنا والقادة أن نتضافر من أجل معرفة من اغتالهم وفاء لهم وحماية لغيرهم؟ فالتغاضي عن الجريمة جريمة...». ودعا الى «وقف الخطاب الهابط وضبطه». من جهة ثانية، عثر أمس على جثة زعيم تنظيم «جند الشام» غاندي السحمراني ملقاة في مرآب للسيارات في مخيم عين الحلوة بمنطقة صيدا، ومقيدة اليدين والرجلين بأسلاك وتحمل آثار طلق ناري في الفم.