بكين - رويترز - رفع «بنك الشعب الصيني» (المركزي) أمس معدل الفائدة، في ثاني خطوة من نوعها على مدى أكثر من شهرين، مصعداً بذلك حربه على التضخّم. وأعلن في بيان انه رفع سعر الإقراض الرئيس 25 نقطة أساس إلى 5.81 في المئة، وسعر الإيداع الرئيس 25 نقطة أساس إلى 2.75 في المئة، وان الزيادة الجديدة ستسري من اليوم. وكان التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في الصين بلغ أعلى مستوى في 28 شهراً، مسجلاً 5.1 في المئة في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، لأسباب من بينها سيولة زائدة في الاقتصاد تدفع الأسعار للارتفاع. وفي حين توقع كل المستثمرين والمحللين إجراء مزيد من التشديد النقدي، ساد عدم تيقّن في شأن إذا كان البنك المركزي سيرفع معدل الفائدة قبل نهاية العام الحالي. ورفعت الصين معدل الفائدة في 19 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، للمرة الأولى في نحو ثلاث سنوات لاحتواء ضغوط الأسعار. ويتوقع محللون استطلعت وكالة «رويترز» آراءهم رفع معدل الفائدة الصينية ثلاث مرات، بواقع 25 نقطة أساس في كل منها بحلول نهاية العام المقبل. وإلى جانب دوره المهم في محاربة التضخّم، يشير تشديد السياسة النقدية بأن ثاني أضخم اقتصاد في العالم يقف على أرض صلبة، على رغم استمرار هشاشة التعافي الاقتصادي في الولاياتالمتحدة وأوروبا. وكانت الصين رفعت نسبة الاحتياط الإلزامي للمصارف ست مرات هذه السنة، وفرضت قيوداً على الإقراض المصرفي. واتخذت خطوات لكبح جماح القطاع العقاري، في محاولة لدرء فقاعة أصول محتملة. ويُتوقع على صعيد آخر ان تنفق الحكومة الصينية نحو 200 بليون يوان (30.10 بليون دولار) على مشاريع حفظ المياه خلال عام 2011، وهو ما يزيد بمقدار العشر عن عام 2010، وفقاً لصحيفة «تشاينا ديلي» الصينية الحكومية. وأضافت الصحيفة أن الأولوية ستُعطى لتحسين الري لضمان تأمين الحبوب، ومشاريع مكافحة الجفاف والفيضانات. ونقلت الصحيفة عن وزير موارد المياه تشين لي، ان بعض الاستثمارات ستأتي من ضريبة قيمتها 10 في المئة على الدخل المكتسب من تأجير الأراضي. وأشارت إلى ان أموالاً أخرى ستخصص لتجديد البنية الأساسية لإمدادات المياه من المناطق الزراعية الرئيسة، وضمان توافر مياه شرب آمنة ل 60 مليون شخص يعيشون في المناطق الريفية. وذكرت الصحيفة ان الوزير امل في «ان تتمكن بلاده خلال السنوات العشر المقبلة من مضاعفة المتوسط السنوي للاستثمارات في بناء حفظ المياه». وذلك بعد أن استثمرت نحو 700 بليون يوان في مشاريع لحفظ المياه خلال السنوات الخمس الماضية.