قضت محكمة الاستئناف في منطقة مكةالمكرمة بإعادة حكم يقضي ب «قتل» شاب قاد مركبته في حال «سكر» وتسبب في حادثة مرورية أودت بحياة شاب آخر، إلى المحكمة العامة في محافظة جدة، وطلبت أن ينظر قاض واحد فقط القضية التي شكلت أكثر من لجنة قضائية لنظرها سابقاً. ورفضت «الاستئناف» أن تتم إحالتها مرة ثالثة إلى لجنة قضائية مكونة من ثلاثة قضاة كما جرى في الحكمين السابقين، حيث تضمن الحكم الأول صرف النظر عن مطالبة والد المتوفى بالقصاص والاكتفاء بجلد المدعى عليه 80 سوطاً ودفع الدية فقط. إلا أن والد المتوفى اعترض على الحكم وجدد مطالبته ب«القصاص» لتحال القضية إلى محكمة الاستئناف التي نقضت الحكم، وأمرت بتشكيل لجنة مكونة من ثلاثة قضاة لإعادة النظر في القضية. وبعد إعادة ملف القضية إلى محكمة جدة تم نظرها من قبل اللجنة القضائية وأصدرت حكماً ب «قتل» الشاب، وتم رفعه إلى محكمة الاستئناف والتي بدورها نقضت الحكم للمرة الثانية وأحالته مرة أخرى إلى المحكمة نفسها. ودونت محكمة الاستئناف على ملف القضية المحال إلى المحكمة العامة عبارة مفادها أن يكون الحكم تعزيراً، إذ حددت المحكمة جلسة للنظر في القضية في شهر ربيع الأول المقبل بعد تأجيل الجلسة الماضية. وفشلت محاولات لجنة الإصلاح في المحكمة خلال الجلسات الماضية لرأب الصدع بين الجاني وأسرة المجني عليه، إذ رفض والد ضحية الحادثة قبول مضاعفة الدية، مطالباً بالقصاص فقط، بينما اعترض المدعى عليه على حكم «القتل». ويأتي الحكمان الماضيان من قبل قضاة «العامة» بعد نقض نظرائهم في محكمة الاستئناف الأحكام السابقة التي أصدرتها اللجنة القضائية بعد أن اطلعت على صحيفة سوابق السائق «المخمور» خلال جلستها الأخيرة في القضية. وتعود تفاصيل القضية إلى نهاية العام الماضي، عند ما كان الجاني يقود سيارته بسرعة جنونية وسط شارع فلسطين، وهو في حال سكر، متجاوزاً الإشارات المرورية الحمراء، حتى اصطدمت سيارته بسيارة «المجني عليه» وهي متوقفة على الشارع العام، ما أدى إلى وفاة الشاب على الفور وتحطم سيارته، التي قدر رجال المرور تلفياتها ب 70 ألف ريال.