اضطرت شبكة النقل العام في مدينة سياتل غرب الولاياتالمتحدة أمس الى الخضوع للضغوط الكبيرة التي مارستها مجموعات يهودية اميركية، والتراجع عن قرارها السماح بنشر اعلانات مناهضة لاسرائيل على حافلاتها. وقالت الشبكة ليل الخميس - الجمعة انها لن تسمح بنشر الاعلان الذي يحمل عبارة «جرائم الحرب الإسرائيلية: أموال ضرائبكم تقوم بعملها» كما كان مقررا اعتباراً من الاثنين المقبل، وأنها بصدد مراجعة استراتيجيتها الاعلانية و»لن تسمح في الوقت الحالي بأي اعلانات غير تجارية». وأشارت الشبكة في بيان صحافي الى هناك مخاوف من حصول ردود فعل تطاول وسائل النقل وخصوصاً بعد الاعتراضات التي تلقتها من مجموعات ترفض نشر الملصق. وأكد البيان أن الشبكة لن تقبل ايضاً بنشر رد على الاعلان. وكانت الحملة التي يقودها الناشط الأميركي أد ماست تعتزم تعليق 12 ملصقا دعائياً على حافلات تابعة لشبكة النقل المشترك في المدينة كرسالة توعية للأميركيين وتهدف في الوقت نفسه الى «الاحتجاج على الوعد الذي قطعته الولاياتالمتحدة بتقديم مساعدة عسكرية بقيمة 30 مليار دولار الى اسرائيل خلال العقد المقبل». وتعتبر اسرائيل المتلقي الأكبر للمساعدات المادية والعسكرية الأميركية منذ ستينات القرن الماضي، وتتلقى سنويا ما معدله ثلاثة بلايين دولار. وعلى موقع «ستوب30بليون-سياتل.اورغ» الذي تأسس لمواكبة هذه الحملة الدعائية، يشرح ماست ان توقيت حملته يتزامن مع الذكرى الثانية لحرب غزة لتسليط الضوء على «جرائم الحرب» التي ارتكبتها اسرائيل خلالها. واكد ماست ان الاعلان لا يستهدف اليهود او الشعب الاسرائيلي بل «افعال دولة اسرائيل»، بعدما اعتبر المحتجون انه «قد يلهب مشاعر الناس ضد اسرائيل وضد الاميركيين اليهود». وجرى سحب الاعلان رغم ان قوانين سياتل تسمح بنشر أي ملصق ليس له صلة بدعايات الكحول والتبغ والاعلانات الفاضحة جنسيا او التي تشجع على التخريب والاخلال بالنظام العام والامن. وتعكس الحملة رغم وقفها التغير في أوساط الرأي العام الأميركي حيال اسرائيل، بعد كشف استطلاع زغبي الربيع الفائت أن ما نسبته 42 بالمئة فقط من الديموقراطيين ينظرون لاسرائيل بصورة ايجابية في مقابل 80 في المئة من الجمهوريين. كما يواجه اللوبي المؤيد لاسرائيل مشكلة مع بعض أعضاء الكونغرس الجديد مثل السناتور راند بول من حركة «حزب الشاي» التابعة للجمهوريين، والذي أبدى اعتراضات على حجم المساعدات الخارجية لاسرائيل وخصوصا في ضوء الأزمة الاقتصادية الأميركية.