فلتحزم الاممالمتحدة حقائبها وترحل! فلتغلق كل المنظمات النسوية أبوابها وتعود بأحلامها أدراج الرياح! لأننا قررنا في عراقنا الجديد الديموقراطي الحرّ، بعدما ضحينا بالكثير وناضلنا، تحدينا الصعاب وانتخبنا من نريد! أو (اعتقدنا أننا انتخبنا من نريد)، وسعينا جاهدين لتكون للمرأة حظوة في صناديق الاقتراع، وحظوة في المقاعد النيابية، وما زال البعض يجمع التواقيع ويعدّ الحملات لأجل أن تكون لها حظوة في مواقع التنفيذ، قررنا أن نصفق لحكومة ذكورية! عفواً، قررت النائبات العراقيات أن يصفقن لحكومة ذكورية. فلماذا انتخبناكن؟ لماذا تحدينا الصعاب لتجلسن في مقاعدكن بنسبة ال25! كيف ارتضيتن لأنفسكن أن تفرّطن بأصوات النساء لأجل مصالح أحزابكن وسلطة ذكورية تحاول أن تكرس معرفتها في مفاصل الحياة كلها. عن أي ديموقراطية سنتحدث؟ وأي حقوق سندافع عنها؟ عن حق المرأة بماذا؟ وقد تنازلت نائباتنا عن حقهن وحقنا في حكومتنا الجديدة! هل هي نكسة؟ هل هي أزمة؟ هل هو خوف؟ هل هي استكانة وخيبة أمل النائبات؟ يقولون ان السبب في الرجال، رؤساء الكتل الذين لم يرشحوا نساء! فأين هي كتلة رئيس الوزراء؟ ألم يجد رئيس وزرائنا أمرأة كفية في قائمته لتولّي منصب وزاري؟ تغمرني الشفقة ولكن لا أدري على من! على نفسي وعلى غيري من الناشطات النسويات بأحلامنا الضائعة في دهاليز السياسية الذكورية. على النائبات، وهن عاجزات عن اتخاذ قرار حتى بالخروج من قاعة البرلمان ورفض التصويت على الحكومة، ربما أستثني الشُجاعة آلاء الطالباني، وإن كنت أتمنى أن يكون موقفها الشجاع أكبر من القول والكلمات! أم أشفق على الرجال في حكومتنا الجديدة، لله درهم، كم سيعانون! لله درك يا عراق. لله درنا، ربما نفكر أن نهاجر الى... أين؟ ستغلق كل المطارات بوجهنا، وسيُعلق على وجودنا، لأننا نساء، ولن نجد من يطالب بحقنا، إلا بمرسوم ذكوري سيتفضل به علينا أصحاب المعالي، وبتصفيق من أخواتنا في البرلمان!