انتقلت نشاطات «مهرجان الطبول الدولي» في دورته الخامسة من العاصمة المصرية القاهرة إلى عاصمة الثقافة العربية لعام 2017 مدينة الأقصر (جنوب مصر). واقتصرت نشاطات المهرجان في الأقصر على ليلة واحدة (الجمعة) بينما امتدت في القاهرة على مدار ستة أيام من النشاطات المتواصلة بين شارع المعز وقلعة صلاح الدين وسط القاهرة. وعلى رغم ذلك كان لمهرجان الأقصر وقع مختلف، إذ استطاع التأثير في قطاعات واسعة من ثقافات مختلفة وفق طبيعة المدينة السياحية بما يتسق مع هدف المهرجان في تحقيق التآلف والسلام العالمي عبر الموسيقى، خصوصاً الطبول التي تضفي حالة من البهجة والنشاط بفعل إيقاعاتها، إضافة إلى ما تمثله من فن فولكلوري يعكس حضارات الدول المشاركة، وهي مصر والصين وروسيا وإندونيسيا وموريشوس. انطلقت الطبول بعروض حية في شوارع المدينة بداية من مبنى المحافظة وحتى المسرح الخاص الذي دُشن في ساحة معبد الأقصر، مروراً بكورنيش النيل ومعابد أخرى، ما أتاح مقداراً أكبر من التفاعل، خصوصاً من السياح الذين شاركوا في العروض بالرقص على أنغامها في ليلة كرنفالية مميزة تقدمها محافظ الأقصر محمد بدر ومسؤول الثقافة في جنوب مصر سعد فاروق. وأكدت رئيسة مهرجان الطبول انتصار عبدالفتاح ل «الحياة» خصوصية عرض المهرجان في الأقصر وبين آثارها التاريخية بما يحمل رسالة إلى العالم مفادها «أن الأقصر أرض للسلام ومدينة للأمن والآمان». وهذه المرة الأولى التي تستقبل فيها الأقصر مهرجان الطبول الدولي بالتزامن مع اختيارها مدينة للثقافة العربية، ما اعتبره محافظ الأقصر «تضافراً لمساعٍ تهدف إلى استعادة المكانة الحضارية والثقافية للأقصر، إلى جانب تنويع منتجها السياحي»، متمنياً أن تحظى المدينة بمكانة مميزة بين السياح العرب الذين يفدون للتمتع برؤية آثار المدينة ونيلها ومناخها. وكانت الفرق المشاركة في الدورة الحالية للمهرجان اختتمت عروضها في القاهرة الأسبوع الماضي، لتنتقل إلى الأقصر التي تشهد هذا العام قرابة 100 حدث ثقافي وفني مصري وعربي حتى آذار (مارس) من العام المقبل.