ارتفعت أسعار النفط أمس، بعدما انخفضت إلى أدنى مستوى في شهر في الجلسة السابقة، ما حفّز المستثمرين على الشراء عند المستويات الرخيصة قبيل اجتماع «أوبك» المقرر في أيار (مايو) والذي قد يمدد فيه المنتجون خفوض الإنتاج. ويتنامى التفاؤل بشأن احتمال تمديد اتفاق كبح الإنتاج مع توقع معظم المحللين في استطلاع أجرته «رويترز» تمديد الاتفاق المبرم بين «منظمة البلدان المصدرة للبترول» (أوبك) والمنتجين من خارجها الذي تم التوصل إليه العام الماضي، إلى نهاية العام. وتلقت المكاسب التي حققها سعر النفط دعماً إضافياً من ضعف الدولار ومؤشرات على أن روسيا غير العضو في «أوبك» تلتزم بالكامل بقيود الإنتاج المتفق عليها بين كبار المنتجين أواخر العام الماضي. وسجلت العقود الآجلة لخام القياس العالمي «برنت» 51.88 دولار للبرميل، بزيادة 44 سنتاً. وبلغ الخام الأميركي الخفيف 49.55 دولار للبرميل مرتفعاً 58 سنتاً. وعلى رغم المكاسب التي حققها العقدان، فإنهما يتجهان صوب تسجيل ثاني خسارة أسبوعية على التوالي، وتكبّد خسارة شهرية بعدما انخفضت الأسعار الخميس بفعل أنباء عن استئناف عمل حقول نفطية في ليبيا. إلى ذلك، قال رئيس «أرامكو السعودية» أمين ناصر خلال «قمة النفط العالمية» التي يعقدها الخبير النفطي بيار ترزيان ناشر مجلة «بتروستراتيجي» ويترأسها وزير النفط الجزائري السابق نور الدين آيت الحسين، إن «ارامكو السعودية تُحضر لإجراء عملية طرح تطاول خمس في المئة من رأسمالها في البورصة بموعدها، متوقعاً أن يحصل ذلك في 2018 وأن يتم درس المكان الذي ستطرح فيه الأسهم. وأوضح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد الفالح، أن من المرجح أن يرتفع الطلب العالمي على النفط في النصف الثاني من العام، مقارنة بالنصف الأول. وزاد الفالح الذي كان يتحدث في آستانة: «نحن على ثقة بأن الطلب على النفط في النصف الثاني سيكون أعلى من النصف الأول». وأفاد وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أمس، بأنه ناقش سوق النفط ومشاريع مع شركة «روسنفت» مع نظيره الفنزويلي نلسون مارتينيز خلال اجتماع الخميس. وأضاف نوفاك أنه يناقش عقد اجتماع محتمل مع نظيره السعودي خالد الفالح، وأن روسيا ستحدد موقفها من تمديد اتفاق خفض إنتاج النفط العالمي بحلول 24 أيار. وفي ما يتعلق باتفاق خفض الإنتاج ساري المفعول، قال نوفاك إن خفوض إنتاج النفط الروسي وصلت تقريباً إلى 300 ألف برميل يومياً، ما يتماشى مع تعهدها في إطار اتفاق عالمي. وأضاف أن «إنتاج النفط الروسي تراجع في المتوسط 254 ألف برميل يومياً من الأول إلى السادس والعشرين من نيسان (أبريل)، مقارنة بمستوى تشرين الأول (أكتوبر) المرجعي»، مؤكداً أن «سيكون هناك خفض بمقدار 300 ألف برميل يومياً بنهاية الشهر». وكان الفالح الذي يقوم بزيارة الجمهوريتين السوفيتيتين سابقاً آذربيجان وكازاخستان الغنيتين بالطاقة، قد قال في وقت سابق إن مساهمة روسيا في اتفاق الإنتاج كانت جيدة في نيسان. والتقى الفالح بنظيره الأذربيجاني ناطق علييف أول من أمس الخميس، واتفقا على دعم استمرار الاتفاق وفقاً لما كتبه وزير الطاقة السعودي على «تويتر». وأحجم نوفاك عن التعليق في شأن ما إذا كانت روسيا ستدعم أيّ قرار لتمديد الاتفاق إلى النصف الثاني من العام. صينياً، أفادت وزارة التجارة الصينية بأن الصين عززت احتياطياتها النفطية الاستراتيجية بمقدار 1.28 مليون طن في النصف الأول من العام الماضي، وذلك في أول تحديث لبيانات أحد أكبر الاحتياطات النفطية في العالم خلال أكثر من ستة أشهر. وبحلول منتصف 2016، أصبح لدى الحكومة 33.25 مليون طن من النفط الخام، ما يعادل 242 مليون برميل ارتفاعاً من 31.97 مليون طن في بداية 2016. يشير ذلك إلى معدل ملء مقداره 52 ألف برميل يومياً في المتوسط. وكان التحديث السابق للبيانات الحكومية في أيلول (سبتمبر) من العام الماضي. وفي سياق منفصل، أكدت «إكسون موبيل» أكبر شركة نفط مدرجة في العالم، أن أرباحها الفصلية ارتفعت إلى أكثر من ضعفيها، بفضل ارتفاع أسعار الخام وخفض التكاليف. وحققت الشركة ربحاً صافياً بلغ 4.01 بليون دولار، ما يعادل 95 سنتاً للسهم، مقارنة ب1.81 بليون دولار أو 43 سنتاً للسهم قبل سنة. وانخفض الإنتاج أربعة في المئة إلى 4.2 مليون برميل من المكافئ النفطي يومياً.