باريس – «الحياة»، أ ف ب - نصحت الحكومتان الفرنسية والالمانية رعاياهما بمغادرة ساحل العاج «موقتاً»، تحسباً لتصاعد العنف هناك في ظل الصراع على الرئاسة بين الحسن وترة والرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو الذي رفضت باريس اقتراحه تشكيل لجنة دولية لتقويم الازمة في بلاده. في الوقت ذاته، اعلن رئيس البنك الدولي روبرت زوليك في ختام لقاء مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، «تجميد» التمويل الذي يقدمه البنك الى ساحل العاج. وأشار زوليك الى ان هذا القرار يتزامن مع تجميد المصارف المركزية ومؤسسات الاتحاد الاقتصادي والنقدي في غرب افريقيا، القروض لساحل العاج. من جهة أخرى، اعتبر آلان لوروي مساعد الامين العام للامم المتحدة المكلف متابعة عمليات حفظ السلام ان مهمة البعثة الدولية في ساحل العاج «تتزايد خطورة»، وذلك في حديث الى صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية امس. وقال لوروي ان «مهمتنا تتزايد خطورة الا اننا لن نتخلى عنها»، مؤكداً التصميم على «مواصلة تفويضنا» المتمثل خصوصاً في «حماية السكان» والمسؤولين السياسيين. وأوضح ان «معسكر غباغبو يبذل كل ما في وسعه لوقف امداداتنا بالوقود والغذاء، خصوصاً عبر تعطيل عمل المرفأ». وقال: «لا نزال نملك احتياطياً الا ان الوضع يتزايد حساسية وخطورة». وأضاف لوروي ان «قوات غباغبو تمارس مضايقات على رجالنا، حتى في منازلهم، لحملهم على المغادرة، وهيئة الاذاعة والتلفزيون العاجية تضاعف بث رسائل الكراهية والدعوات لمهاجمة قوات الاممالمتحدة في ساحل العاج». وقال المسؤول الدولي ان غباغبو «يملك قوة عسكرية قوامها حوالى 20 الف رجل مع الجيش والحرس الجمهوري والشرطة اضافة الى بعض المرتزقة» القادمين من ليبيريا. ولفت الى ان قوات الاممالمتحدة (حوالى 10 آلاف عنصر) متمركزة في محيط فندق «غولف» (حيث مقر وترة وحكومته) وتسير دوريات «بقدر المستطاع في مدينة ابيدجان». الا انه اوضح ان «قوات غباغبو تكثف اقامة الحواجز ويتعين علينا دوماً التفاوض معها لإزالتها». في غضون ذلك، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو ان اقتراح غباغبو إنشاء لجنة دولية لتقويم الأزمة في بلاده، لا يغير شيئاً في موقف فرنسا والأسرة الدولية الداعي الى تسلم وترة الرئاسة باعتباره فائزاً في الانتخابات التي جرت الشهر الماضي. كذلك أعلن الناطق باسم الحكومة الفرنسية الوزير فرانسوا باروان ان بلاده توصي رعاياها بمغادرة ساحل العاج بمغادرة البلاد إذا كان باستطاعتهم، في انتظار عودة الأوضاع الى طبيعتها. ويقدر عدد الفرنسيين الموجودين في ساحل العاج بحوالى 14 ألف شخص نصفهم من حاملي الجنسية المزدوجة. وقدرت وزارة الخارجية عدد الفرنسيين الذين غادروا البلاد، لمناسبة أعياد رأس السنة بحوالى 1500 شخص. وأوضح باروان ان الفرنسيين الذين لا يزالون موجودين في ساحل العاج ليسوا مهددين حالياً من جراء تدهور الوضع. وأشار فاليرو الى ان دعوة الفرنسيين للمغادرة لا تعني ان هناك ترحيلاً لرعايا فرنسا وإنما توصية باعتماد الحذر. وأضاف ان السفارة الفرنسية في أبيدجان على اتصال وثيق ودائم بالفرنسيين الموجودين في البلاد. وتابع انه من المنطلق نفسه ينصح الفرنسيونن الى العدول عن السفر الى ساحل العاج، بانتظار ما ستؤول إليه الأوضاع. وتأتي هذه التوصية عشية الخطاب الذي أدلى به غباغبو وأكد خلاله انه الفائز في انتخابات الرئاسة في 28 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وشكل الوضع في ساحل العاج محوراً لاجتماع عقده ساركوزي في قصر الإليزيه مع الوزراء الفرنسيين المعنيين بالأزمة العاجية بحضور رئيس أركان الجيش الفرنسي.