حذر «جهاز مكافحة الإرهاب» العراقي من وجود خطة لدى تنظيم «القاعدة» وحركات مسلحة أخرى لاستهداف مسؤولين وصحافيين ورجال دين بواسطة طرود مفخخة ترسل اليهم من داخل العراق وخارجه. وقال مصدر رفيع في الجهاز ل «الحياة» طالباً عدم كشف اسمه، إن «القاعدة وتنظيمات إرهابية أخرى تخطط لاستهداف وزراء وموظفين حكوميين ونواب وسياسيين وصحافيين وإعلاميين ورجال دين وشخصيات عامة، من طريق إرسال طرود مفخخة لهم على شكل هدايا من عناوين داخل العراق وخارجه»، مؤكداً أن «هذه الطرود معدّة للانفجار فور فتحها أو استعمالها». وطالب «جميع المسؤولين والصحافيين بعدم فتح أي طرد يرسل إليهم، حتى لو كان من معارفهم، إلا بعد إبلاغ الأجهزة الأمنية للتأكد من خلوّه من المتفجرات». وأشار إلى أن «مصادرنا الاستخبارية التي تغطي منطقة الشرق الأوسط وآسيا وشمال أفريقيا وأوروبا أكدت بما لا يقبل الشك أن إرهابيين حصلوا على معلومات عن شخصيات مختلفة وعلاقاتها داخل البلاد أو خارجها، ويعتزمون استغلال معارف الشخص الذي سيرسلون إليه الطرد». وكانت وزارة الداخلية أعلنت الأسبوع الماضي إحباط محاولة لاغتيال الأمين العام ل «حركة مؤتمر صحوة العراق» الشيخ أحمد أبو ريشة بواسطة طرد مفخخ أرسل إلى منزله في محافظة الأنبار. وقالت الشرطة إن «شخصاً ادعى أنه رجل أعمال ويرغب في الاستثمار في المحافظة أراد مقابلة الشيخ أبو ريشة، وكان يحمل معه جهاز كومبيوتر محمولاً أراد تقديمه هدية له». وأوضحت أنه «خلال محاولة الحراس فتح الجهاز لتفتيشه امتنع صاحبه مدعياً أنه هدية ويجب أن يسلمها بنفسه، إلا أن أجهزة كشف المتفجرات كشفت أن الجهاز مفخخ، وتمكنت قوة من شعبة مكافحة المتفجرات من إبطال مفعوله، واعتقال هذا الشخص الذي يتم التحقيق معه حالياً لمعرفة الجهات التي تقف وراءه». وعن وجود أسماء محددة تعتزم «القاعدة» استهدافها، أوضح المصدر أنه «لا توجد أسماء محددة، سواء من السياسيين أو الصحافيين، لكن التنظيمات الإرهابية تريد أهدافاً سهلة لإثارة البلبلة فقط». وعزا لجوء الحركات المسلحة إلى هذا الأسلوب إلى أن «جميع الكتل السياسية شاركت في الحكومة، ولم تقاطعها أي جهة أو قائمة، لذلك تريد الانتقام من الجميع، كما أنها تعاني أزمة في التجنيد وعدم القدرة على تمرير العجلات والسيارات المفخخة». وأكد ارتباط هذه الخطوة ب «شبكة إرهابية تمتد جذورها من أفغانستان إلى شمال أفريقيا»، رابطاً بين التهديدات ومقتل ثلاثة مسلحين ليبيين في محافظة نينوى شمال العراق. واعتبر أن «التنظيمات الإرهابية أصبحت عاجزة عن تجنيد عراقيين لأنها تعرف أن الأجهزة الأمنية ستعلم بذلك وتعتقلهم، لذلك تحاول تعويض نقصها من الشبكات الإرهابية الموجودة في المنطقة والعالم». وكان الجيش أعلن الاثنين الماضي «قتل ثلاثة إرهابيين يحملون الجنسية الليبية في منطقة الجانب الأيمن من مدينة الموصل»، موضحاً أن «الإرهابيين وصلوا المكان السبت الماضي وكانوا يستعدون لتنفيذ هجمات إرهابية بالتزامن مع أعياد الميلاد».