أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس أن «جبهة النصرة» اعتقلت ليلة أول من أمس رئيس المجلس العسكري لمحافظة درعا العقيد أحمد النعمة إضافة إلى عدد من قادة الكتائب والألوية المقاتلة. ويأتي توقيفه بعد تسرب تسجيل صوتي له ينتقد فيه «المتطرفين» ويقول إن الغلبة يجب أن تكون ل «الجيش الحر». وذكر «المرصد» أن القادة الذين اعتقلوا مع النعمة هم خالد الرفاعي وموفق العتيلي والعقيد الطيار أيسر الخطبا وموسى الأحمد، لافتاً إلى أن «النصرة» وهي الذراع الرسمية ل «القاعدة» في سورية، قالت إنها ستحيل النعمة مع هؤلاء القادة على «المحكمة الشرعية» بتهمة تسليم بلدة خربة غزالة إلى القوات النظامية. وأشار «المرصد» إلى أن العقيد أحمد النعمة عمل قبل أيام على توحيد الكتائب المقاتلة في محافظة درعا، وتحدث في أحد المجالس قبل أيام عن ضرورة توحيد العمل وأن الذي سيحكم سورية هو «الجيش الحر المنظم» الذي يؤمن بالديموقراطية والدولة المدنية وصولاً إلى صناديق الاقتراع و «ليس المتطرفين الذين يقومون بقطع الرؤوس» والذين يسوّق لهم في الخارج. وذكرت «فرانس برس» أن النعمة كان قد انتقل من الأردن إلى درعا الأسبوع الماضي للعمل على توحيد مقاتلي المعارضة السورية في المنطقة، وقد استثنى «جبهة النصرة» من هذه العملية. وعبّر مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن رداً على سؤال ل «فرانس برس» عن اعتقاده بأن الشريط الصوتي الذي تسرب للنعمة «كان سبباً لاعتقاله». وكما أوردت «فرانس برس» فقد أسس مقاتلون معارضون قبل شهرين تقريباً، ما يسمى «الجبهة الجنوبية» التي تضم نحو 30 ألف مقاتل من أكثر من 55 كتيبة مسرح عملياتها من الحدود الأردنية حتى أطراف دمشق ومرتفعات الجولان. ويهدف جزء من التحالف الجديد إلى الحد من المخاوف الغربية من وقوع مساعدات محتملة مخصصة للمعارضة في أيدي جماعات مرتبطة بتنظيم «القاعدة» معادية للغرب. على صعيد آخر، أعلنت «جبهة النصرة» امتثالها لأوامر زعيم «القاعدة» الدكتور أيمن الظواهري بوقف القتال ضد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، مشيرة إلى أنها لن تبادر بالاعتداء، لكنها سترد على اعتداءات «داعش» عليها وعلى المسلمين، بحسب ما جاء في بيان نشر الأحد على مواقع إلكترونية جهادية. لكن على رغم هذا الإعلان الذي أوردته «فرانس برس»، فإن «المرصد السوري» أشار أمس في تقرير من دير الزور (شرق سورية) إلى أن «اشتباكات عنيفة تدور بين الدولة الإسلامية في العراق والشام المتمركزة في قريتي الصبحة والتوامية، من جهة، وبين مقاتلي «جبهة النصرة» و «الجبهة الإسلامية» المتمركزين في قرية ابريهة، من جهة أخرى». وجاء في بيان موقع من «جبهة النصرة» وزعته «مؤسسة المنارة للإنتاج الإعلامي»: «إننا نعلن الامتثال لأمر الشيخ الدكتور أيمن الظواهري - حفظه الله - بإيقاف أي اعتداء من طرفنا على جماعة الدولة (الإسلامية) مع الاستمرار بدفع صيالهم حيثما اعتدوا على المسلمين وحرماتهم». وأضاف: «في الوقت الذي تعلن جماعة الدولة وقف عدوانها على المسلمين، فإن إطلاق النار من جهتنا سيتوقف تلقائياً». كما أعلن البيان الامتثال لأمر الظواهري في شأن إنشاء محكمة شرعية لبت الخلافات بين الطرفين اللذين يخوضان قتالاً بينهما منذ أشهر في مناطق سورية عدة. وأضاف: «نعلن عن رضوخنا لها (المحكمة) فور تشكيلها». ووافقت «النصرة» على دعوة الظواهري إلى «الكف عن التراشق في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي». وأشارت «فرانس برس» إلى أن الظواهري أمر في تسجيل صوتي نشر الجمعة على الإنترنت، «جبهة النصرة» بوقف المعارك ضد الجهاديين الآخرين. وقال الظواهري متوجهاً إلى زعيم «جبهة النصرة» أبو محمد الجولاني إن الأمر له «وكلِ جنود جبهة النصرة الكرام، والمناشدة لكل طوائف وتجمعات المجاهدين في شام الرباط بأن يتوقفوا فوراً عن أي قتال فيه عدوان على أنفس وحرمات إخوانهم المجاهدين وسائر المسلمين، وأن يتفرغوا لقتال أعداء الإسلام من البعثيين والنصيريين وحلفائهم من الروافض».