تحت شعار «بابا السلام في مصر السلام» يبدأ اليوم البابا فرنسيس زيارة مصر التي تستمر 26 ساعة، وتشمل لقاءات مع القيادات السياسية والدينية، وسط إجراءات أمنية مشددة يتولى الإشراف عليها أمن رئاسة الجمهورية. واستبق البابا الزيارة بتدوينة على حسابه في موقع «تويتر» قال فيها: «سأزور مصر غداً (اليوم) كحاج للسلام». وتعول مصر على الزيارة في تعزيز صورتها كبلد آمن وسط محيط يعج بالاضطرابات، وقبلة لتعزيز قيم التسامح والسلام في شرق تمزقه الخصومات والنزاعات. وتحظى زيارة البابا باهتمام استثنائي على المستوى الرسمي والشعبي والإعلامي. وقال ممثل الكنيسة الكاثوليكية في مصر راعي كنيسة القديس كيرلس للروم الكاثوليك الأب رفيق جريش ل «الحياة» إن البابا فرنسيس سيصل ظهراً، ويتوجه مباشرة إلى قصر الاتحادية للقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي والبحث في القضايا الدولية والعلاقات الثنائية، وبعدها يتوجه البابا إلى مشيخة الأزهر للقاء شيخ الأزهر أحمد الطيب، قبل أن يتوجها إلى قاعة مؤتمرات الأزهر في حي مدينة نصر، لحضور الجلسة الختامية لمؤتمر «الأزهر للسلام»، ومن المقرر أن يُلقي البابا كلمة في المؤتمر، وربما يوقع وثيقة للسلام مع شيخ الأزهر. وسيتوجه البابا فرنسيس بعدها إلى أحد القصور الرئاسية حيث يقيم الرئيس السيسي احتفالاً خاصاً ويُلقي الرئيس والبابا كلمتين. وأوضح جريش أن البابا فرنسيس سيتوجه مساء اليوم إلى مقر البطريركية المرقسية في العباسية، حيث يعقد لقاء مع البابا تواضروس، ثم يتوجهان سوياً إلى الكنيسة البطرسية، التي تعرضت لهجوم انتحاري نهاية العام الماضي، حيث يعقد البابا لقاء مسكونياً مع رؤساء كل الكنائس في مصر، للصلاة من أجل الشهداء. وخُصص اليوم الثاني للزيارة للنشاط الديني الكاثوليكي، ويستهله البابا بقداس في ستاد الدفاع الجوي، ويحضره أكثر من 25 ألف مصل، ويعقبه لقاء مع المطارنة والبطاركة الكاثوليك يطلع البابا خلاله على أوضاع رعيته، ثم يتوجه من الاستاد إلى إكليريكية حي المعادي في جنوبالقاهرة حيث يعقد لقاء مع مجموعة من الكهنة والقساوسة والراهبات الكاثوليك، وبعدها يغادر البابا القاهرة عند الرابعة عصراً. وستخضع تحركات البابا إلى إجراءات أمنية مشددة، وسط معلومات عن احتمال تمضية الليل في سفارة الفاتيكان في حي الزمالك، بعدما رفض الإقامة في أحد القصور الرئاسية. وسيتولى الجيش وأمن الرئاسة تأمين القداس في استاد الدفاع الجوي، وانتشرت فرق عسكرية في محيطه وداخله استعداداً لاستقبال المُصلين، الذين سيدخلون بهويات الرقم القومي، وشهادات الميلاد للأطفال، وسيخضعون لتفتيش دقيق، وسيغلق باب الاستاد قبل حضور البابا بنحو ساعتين. وتتسلم فرق أمنية تابعة لرئاسة الجمهورية كل المقار التي سيزورها البابا، لتنفيذ إجراءاتها الصارمة فيها. ويُحيي البابا الحضور عبر سيارة مكشوفة تطوف الاستاد به، وهو كان رفض اصطحاب سيارته المُصفحة إلى مصر، وسيُعرض قبل القداس فيلمان وثائقيان، الأول عن حياة البابا ومسيرته، والثاني عن العمليات الإرهابية وأحداث العنف التي استهدفت الكنائس في مصر في الأعوام الأخيرة، والجهد الحكومي لترميم تلك الكنائس. وستطلق البالونات التي تحمل أعلام مصر والفاتيكان في سماء الاستاد لحظة وصول البابا، وستجرى مظاهر احتفاء في المقاصد السياحية بالتزامن مع القداس. والزيارة هي الثانية لأحد الباباوات إلى مصر بعد زيارة البابا يوحنا الثاني عام 2000. وكان السيسي التقى البابا في تشرين الثاني (نوفمبر) 2013، في الفاتيكان، وزاره أيضاً شيخ الأزهر في أيار (مايو) الماضي، وكانت أول رحلة خارجية لبطريرك الإسكندرية والكرازة المرقسية البابا تواضروس إلى الفاتيكان في أيار 2013. واستؤنف في شباط (فبراير) الماضي الحوار بين الأزهر والفاتيكان، بعد انقطاع دام سنوات إثر تصريحات للبابا المُستقيل بنديكتوس السادس عشر قبل ثورة كانون الثاني (يناير) 2011 بأيام، طالب فيها بحماية المسيحيين في مصر، إثر هجوم دموي على كنيسة في الإسكندرية.