أكدت وزارة الطاقة الإماراتية أن «السوق البترولية لا تزال تواجه درجة كبيرة من الضبابية على رغم بروز مؤشرات إلى تحسن وضع السوق»، موضحة أن «التوقعات لمستقبلها تظهر تبايناً في شأن الطلب العالمي على النفط والمعروض من خارج أوبك». وأوضحت في تقريرها لشهر كانون الأول (ديسمبر) أصدرته أمس، أن «البيانات المتوافرة تظهر نمواً في الطلب على النفط في عام 2011 يتراوح بين مليون برميل و1.8 مليون يومياً، بينما تظهر توقعات الإمدادات من الدول خارج منظمة أوبك نمواً بمعدل يتراوح بين 0.2 مليون برميل و0.8 مليون». ولفت الى أن «الطلب على نفط أوبك في العام المقبل سيبلغ في المتوسط 29.24 مليون برميل يومياً، وأن الطلب في النصف الأول سينمو بنحو 0.3 مليون برميل يومياً وفي الربع الثالث 0.1 مليون برميل، و0.5 مليون برميل في الربع الرابع مقارنة بالربع ذاته من العام الحالي». وأضاف: «بالنظر إلى المستوى الحالي للمخزون الزائد ووفرة القدرة الفائضة في إنتاج النفط الخام وطاقة التكرير المعطلة، يتوقع أن تلبي السوق أي زيادة مفاجئة في الطلب أو أي تعطل في الإمدادات». وأكد التقرير أن «الاتجاه التصاعدي في أسعار النفط في تشرين الثاني (نوفمبر) والفترة الماضية من الشهر الجاري، كان مدفوعاً بقوة الاقتصاد الكلي وتقلبات الدولار وعلامات تشير إلى انتعاش في الطلب على النفط». ورصد التقرير تطورات الاقتصاد العالمي، مؤكداً «حدوث انتعاش في العام الحالي، وأن معظم النمو في عام 2011 سيأتي من آسيا، بخاصة من الصين التي يتوقع أن تساهم بثلث النمو في العام المقبل وهو مستوى مساهمتها ذاته في العام الحالي». ولفت الى أن «بعض القضايا الحساسة ربما تشكل أخطاراً تهدد التوقعات الإيجابية في عام 2011، منها استمرار ضعف الاستهلاك الخاص وارتفاع البطالة ووضع الديون السيادية في بعض بلدان منطقة اليورو، وهشاشة سوق الإسكان في الولاياتالمتحدة وجهود الصين لإدارة النمو وتحاشي ارتفاعه المحموم». ورأى أن «الاقتصاد العالمي يواصل توسعه، وأن معدلات النمو للعام الحالي رفعت من 4.1 في المئة إلى 4.3، على خلفية تحقيق نمو أفضل من المتوقع في قطاع الصناعات التحويلية، ولعام 2011 من 3.6 في المئة إلى 3.8، مرجحاً أن يكون لتنفيذ مزيد من خطط التنشيط، أثر على التوقعات الحالية للنمو العالمي للعام المقبل». ولفت التقرير الى «توقعات بحدوث تغير في الطلب العالمي على النفط ليبلغ 85.93 مليون برميل يومياً نتيجة الانتعاش المتوقع في الاقتصاد العالمي، خصوصاً في البلدان النامية المساهم الرئيس بأكثر من 75 في المئة من نمو الطلب على النفط وعلى رأسها الصين والهند والشرق الأوسط وأميركا اللاتينية. كما رفع نمو المعروض من خارج «أوبك» للعام الحالي ليبلغ 52.21 مليون برميل يومياً». وتوقع «زيادة الطلب العالمي على النفط عام 2011 نحو 1.2 مليون برميل يومياً ليبلغ 87.11 مليون برميل، ما يمثل تعديلاً إضافياً طفيفاً على التوقعات الأولية لتموز (يوليو) الماضي»، لافتاً الى «تعديل المعروض من خارج أوبك عام 2011 بالزيادة قليلاً إلى 52.62 برميل يومياً في حين أن إنتاج أوبك من سوائل الغاز الطبيعي والنفط غير التقليدي عدّل ليصل إلى 5.25 مليون برميل يومياً». ورصد التقرير حركة المخزون التجاري من البترول في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر)، مشيراً الى «انخفاضه في الولاياتالمتحدة نحو 21.2 مليون برميل للشهر الثالث على التوالي. وانقسم هذا الانخفاض بين الخام والمنتجات التي انخفضت بنحو 8.5 مليون برميل و12.7 مليون برميل على التوالي».