في أقل من موسمين وجد اسم صانع الألعاب أحمد الفريدي (27 عاماًً) في كشوف ثلاثة أندية، إذ لعب للهلال، ثم رحل إلى جدة لينضم إلى صفوف الاتحاد، قبل أن يُنهي مسيرته مع الأخير سريعاً ويعود إلى العاصمة الرياض لاعباً جديداً في النصر. الفريدي لم يكن رقماً ثابتاً في القائمة الاتحادية على رغم مرور أربعة مدربين على الفريق بدءاً من الإسباني بينات مروراً بالمصري عمرو أنور ثم الأوروغوياني فيرسري وانتهاء بالمدرب الحالي السعودي خالد القروني، إذ لم يقدم لاعب الوسط الموهوب الفريدي إمكاناته الفنية التي عهدها الجميع. «الرحال الكروي» الجديد أحمد الفريدي ولد عام 1988 في المدينةالمنورة، وعُرف في الساحة الرياضية بموهبته الكروية الفذة ومخزونه المهاري المميز، لكنه لم يعرف الاستقرار خلال مشواره الاحترافي، فبعد نهاية عقده مع الهلال أصر على الرحيل بعيداً من الرياض لأسباب ربما كانت مالية ومنها عائلية، فتوجه إلى اتحاد جدة الذي قدمه لجماهيره في حفلة استقبال خاصة به، لكن «الفتى الموهوب» خيب ظن الكثيرين من عشاق «العميد» على رغم إسهامه في تحقيق كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال في الموسم الماضي، إذ تعرض لإصابات متوالية وتوارى عن المشهد الرياضي حتى نسيته الجماهير قبل أن يعود على استحياء في مشاركات متقطعة لم تقدم أية فائدة للفريق الاتحادي، ليفاجئ الفريدي الساحة الرياضية بإعلانه الرحيل عن «العميد» بعد مباراته الأخيرة أمام الأهلي في إياب دور نصف النهائي من بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين، إذ اشترى المدة المتبقية من عقده الاحترافي وتنازل عن سبعة ملايين ريال في سبيل العودة إلى الرياض مجدداً والانضمام إلى صفوف النصر. وجاءت انطلاقة الفريدي في عالم كرة القدم من حواري وأحياء المدينةالمنورة، إذ مارس معشوقته منذ الصغر، وكان مميزاً في أدائه ولمساته ومهاراته في دورات الأحياء، وشاهده أحد كشافي فريق الأنصار وعرض عليه التسجيل في كشوف النادي من خلال فريق فئة الناشئين، ومنه انطلق اللاعب إلى قائمة المنتخب السعودي لدرجة الناشئين وأسهم معه في تحقيق بطولة كأس الخليج التي أقيمت في الرياض، وبرز في شكل لافت للأنظار مع مهاجم الهلال السابق أحمد الصويلح، ما جعل المتابعين يتنبأون له بمستقبل باهر في عالم المستديرة، لتتحرك الأندية السعودية الكبيرة في مفاوضة اللاعب وناديه الأنصار، رغبة في ضمه إلى صفوفها قبل أن ينجح الهلال في الظفر بخدماته بدعم من رئيس أعضاء الشرف الحالي الأمير بندر بن محمد، وذلك في مقابل 350 ألف ريال فقط، منها 300 ألف لنادي الأنصار، و50 ألفاً للاعب مع تأمين السكن والسيارة، وذلك منتصف 2004. وتواصلت رحلة الإبداع والتألق والتوهج لابن المدينةالمنورة مع «الزعيم»، إذ لعب مع فريق درجة الشباب في موسمه الأول، وقدم معه مستويات فنية مميزة جعلت مسيري النادي يسارعون إلى إرساله إلى البرازيل للالتحاق بأكاديمية نادي باوليستا البرازيلي مدة شهرين لتنمية مهاراته وصقل موهبته، ثم التحق الفريدي بصفوف «الأخضر الشاب» وشارك معه في بعض الاستحقاقات الكروية، ومنها نهائيات كأس آسيا التي أقيمت في الهند، ثم انضم إلى المنتخب الأولمبي وفجّر معه موهبته وإبداعاته الكروية، وخصوصاً في التصفيات الآسيوية المؤهلة لأولمبياد بكين 2008، ثم في بطولة كأس الخليج الأولمبية الأولى التي أقيمت في الرياض، ليواصل بعد ذلك مشوار الإبداع مع فريق الهلال الذي حصد معه سلسلة من الإنجازات والبطولات المحلية خلال مسيرته مع الفريق الأزرق.