كشف السفير الدنماركي في السعودية أولي فريز ماسن عن أن إجمالي الصادرات الدنماركية إلى السعودية في تزايد، إذ وصلت عام 2013 مبلغ 573 مليون دولار، وارتفعت في 2014 لتصل إلى 586.6 مليون دولار، وفي العام الذي يليه وصلت إلى 759.2 مليون دولار. وأوضح السفير الدنماركي خلال حفلة بلاده بالعيد الوطني في مقر سكنه بحي السفارات بحضور أمير منطقة الرياض فيصل بن بندر، أنه يسعد بالإعلان عن القنصل الفخري الجديد لبلاده في محافظة جدة ماجد الحكير خلفاً للراحل وليد الجفالي الذي تولى المنصب طوال جيلين كاملين. وأشار إلى أن الدنمارك تتطلع للمساهمة في تحقيق رؤية السعودية 2030 من خلال الشراكة بين البلدين في مشاريع الطاقة المتجددة الخضراء، إضافة إلى الابتكارات وحلول التقنية، كما تعد الصناعات الدوائية والغذائية حالياً أكبر القطاعات المساهمة في الصادرات الدنماركية إلى السعودية، في الوقت الذي وصل إجمالي الاستيراد من السعودية إلى الدنمارك عام 2015 إلى 144 مليون دولار. وبيّن أن بلاده ترحب بالمستثمرين السعوديين، إذ يعمل القسم التجاري في السفارة الدنماركية بالرياض على تقديم المعونة للبعثات التجارية الدنماركية التي تزور السعودية والعكس، مشيراً إلى أن لدى الدنمارك وكالة متخصصة تدعى (استثمر في الدنمارك) تعمل داخل وزارة الخارجية الدنماركية. ولفت إلى أنه يوجد أكثر من 100 شركة دنماركية لديها استثمارات في السعودية، منها 11 شركة موجودة مختصة بقطاعات الأغذية والأعمال الزراعية والخدمات اللوجستية والرعاية الصحية والتكنولوجيا الخضراء، إضافة إلى تقنيات المياه والصرف الصحي والسياحة والضيافة والتعليم وقطاع النفط والغاز. وقال: «يوجد حالياً 800 دنماركي مسجلون في جميع دول مجلس التعاون، من بينهم 70 شخصاً مع أسرهم يوجدون في السعودية»، مبيناً أن السفارة الدنماركية في الرياض أصدرت 1481 تأشيرة عام 2015 و1381 عام 2016، منها 500 بهدف الأعمال، و800 و900 بهدف السياحة، و100 لزيارة الأهل والأصدقاء. وبيّن أن لدى الدنمارك قوانين واسعة النطاق لمكافحة الإرهاب، والتي تتضمن عقوبات شديدة على الإرهابيين المدانين. ووفقاً لما ذكرته المخابرات الدنماركية، فإن تهديد الإرهاب في الدنمارك «يعد جدياً»، وفي السنوات الأخيرة كان التركيز على «المقاتلين الأجانب» الدنماركيين في سورية والتهديد الذي يشكلونه على المجتمع بمجرد عودتهم، فضلاً على التهديد العام من «داعش» والذي أدى إلى هجمات على كوبنهاغن وبلدان، مثل بلجيكا وفرنسا وألمانيا والسويد. ولفت إلى أن معدل البطالة منخفض جداً في الدنمارك، كما تعد أسعار استهلاك النفط الغاز والبنزين مرتفعة جداً، وربما أحد أسباب هذا الارتفاع هو الضرائب والرسوم الحكومية على النفط، كما أن معدل الضريبة في الدنمارك هو واحد من أعلى المعدلات في العالم، ولكن في المقابل فإن التعليم في الدنمارك مجاني في جميع مراحل التعليم والرعاية الصحية مجانية، فضلاً على مزايا سخية جداً في حال البطالة، لذلك معظم المواطنون يعتقدون أنهم يحصلون على الكثير في مقابل الضرائب التي يدفعونها، وما زال الأشخاص الذين يعيشون في الدنمارك يعدون الأسعد في العالم وفقاً لتقارير الأممالمتحدة. وأوضح أن شعار بلاده العام الحالي دنمارك بلد ال(ابتكارات.. خضراء) باعتبارها توفر رائدة عالمياً في مجال الابتكارات، خصوصاً بعد قرار «فيسبوك» و«أبل» نقل مقراتهما إلى الدنمارك، إضافة إلى حرصها على توفير حلول الطاقة المستدامة الخضراء، مشيراً إلى أن بلده تطمح أن تكون جميع المدن الدنماركية تعتمد على الطاقة المتجددة بحلول عام 2050. ولفت إلى أن 42 من الطاقة حالياً تغذيها طاقة الرياح، مشيراً إلى أن الشعار الذي ترفعه الدنمارك يتطابق مع رؤية السعودية 2030 المتجه نحو تشجيع الابتكارات والاستثمار في الطاقة الخضراء، عبر البحث عن مصادر متنوعة للطاقة وبناء شراكات عالمية، ما يبشر بحزمة من المشاريع المشتركة بين السعودية والدنمارك مستقبلاً. وأشار إلى أن الدنمارك مصنفة عالمياً أنها ستكون خالية من ثاني أكسيد الكربون والتلوث بحلول عام 2025، خصوصاً العاصمة كوبنهاغن المفعمة بالهواء الطبيعي والمساحات المفتوحة للدراجين والمتسوقين.