أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عن إطلاق مبادرة بناء قدرات تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات الفلسطينية، عبر تيسير إقامة شراكات بين شركات تكنولوجيا اتصالات ومعلومات فلسطينية وأخرى أميركية مشتركة، لا سيما تلك التي لديها عمليات في الضفّة الغربية وقطاع غزّة والأردن. وهذه المبادرة التي صممت على نسق مشاريع رأس المال المغامر الناجحة للشركات الأميركية، تسعى إلى تعزيز القطاع الخاص الفلسطيني، عبر الترويج لنمو اقتصادي أرحب، وإيجاد فرص عمل للفلسطينيين. ونما قطاع تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات الفلسطيني بوتيرة سريعة على مدى الأعوام الخمسة الماضية، إذ هناك 250 شركة غالبيتها شركات أعمال صغيرة توظّف 5800 شخص، علماً أن 1000 طالب فلسطيني يتخرجون سنوياً في حقول متعلقة باتصالات المعلومات. ويذكر أن نفقات عمال هذا القطاع هي تنافسية، وهناك عشرة آلاف عامل فلسطيني مؤهل متاحون للعمل فيه، وغالبية الخريجين تتقن لغتين، ما يعزز بدرجة أكبر تنافسيتهم في سوق العمل الدولية. وتدفع المبادرة نحو زيادة القدرة التنافسية في تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات الفلسطينية، عبر العمل مع شركات متعددة الجنسيات، وتساعد الفلسطينيين على تشجيع الإبداع واكتساب مهارات متقدّمة في التسويق وإدارة المشاريع وتحسين مناخ الاستثمارات في المدى البعيد. والمبادرة التي تقودها وزارة الخارجية الأميركية بالاشتراك مع «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية» ومؤسسة «شركاء من أجل بداية جديدة» ستساعد في توسيع الاستثمارات الأميركية في شركات فلسطينية والترويج لفرص أعمال جديدة في المنطقة. والشركات الأميركية المشاركة فيها هي «سيسكو» «غوغل» «هيوولت-باكرد» «إنتل» «ميدكور» و «سيلزفورس كوم». وأعلنت تلك الشركات الأسبوع الماضي في مقر وزارة الخارجية، عن تعهدات بتأسيس مشاريع أو توسيعها، مع شركات فلسطينية. وستستثمر «سيسكو» 5 ملايين دولار في «صندوق رأس المال الاستثماري في الشرق الأوسط»، وهو امتداد لالتزام «سيسكو» على مدى السنتين الماضيتين بمساعدة تطوير قطاع تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات مع شركات فلسطينية، مثل «إكزالت» و «أسال للتكنولوجيا» و «جي إس إس آي»، في مشاريع بحوث وتطوير وبرامج تدريب تدعم تنمية مهارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الأراضي الفلسطينية. وستستثمر شركة «غوغل» مليوني دولار لدعم نظام الإنترنت البيئي، وهي تعكف حالياً على تقصّي 3 مجالات هي: الاستثمار في صندوق رأس المال المغامر في الشرق الأوسط، وتقديم منحة إلى «مبادرة شبكة التطوير العربية» التابعة ل «ميرسي كور»، وفرص أخرى لحضانة رواد المشاريع وتمويلهم المبدئي في غزة والضفة الغربية. وستقطع شركة «هيوولت-باكرد» التزاماً طويل الأجل، بالتعاون مع شركات صغيرة ومتوسطة الحجم في المنطقة، وستبدأ بزيادة حجم مشروع «إكزالت». وتعاونت الشركة مع «وكالة التنمية الدولية» و «إكزالت» و «أسال» في مشروعين مختلفين في العام الجاري، حيث قدمت «وكالة التنمية الدولية» تدريبات لمهندسي الشركات الفلسطينية، وعرضت إعانات مالية للعقد الأول للشركتين مدته 6 أشهر. ونفّذ المشروعين بنجاح باهر، ونتيجة لذلك، ستوسع الشركة مشروعها مع «إكزالت» من دون دعم إضافي من «وكالة التنمية الدولية». وستقوم «إنتل» بتوسيع مشروعها للأبحاث والتطوير بالاشتراك مع «أسال للتكنولوجيا». وكانت «إنتل-إسرائيل» وقّعت في تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2008 اتفاق عمل مع «أسال». وبدأ المشروع الهندسي بتوظيف مهندسين اثنين، ليرتفع عددهم لاحقاً إلى 12 مهندساً، ويتوقع أن يتوسع بمعدل 25 في المئة العام المقبل. وتقوم فرق شركة «أسال» بتطبيق مهارات هندسية للمساعدة في اختبار صحّة الحلول وتثبيتها باستخدام التكنولوجيا اللاسلكية. وستطلق شركة «ميدكور» مشروع العلاج عن بُعد مع «آي كونيكت»، وهي شركة تكنولوجيا فلسطينية، مطلع العام المقبل، وسيدعم المشروع المرتقب 14 مطوّراً بدوام كامل على سنتين. ويلي المشروع الاستكمال الناجح لمشروع «السجلات الطبية الإلكترونية» الذي دعم 12 برنامجاً فلسطينياً في كفر عقب ورام الله منذ العام 2008. وتنوي «ميدكور» وضع خطط بشأن مشروع آخر للسجلات الطبّية الإلكترونية، يمكن أن يدعم 16 مطوراً آخر مدة سنتين، رهناً بالتمويل وموافقة مجلس إدارة «ميدكور». وتعهدت مؤسسة «سيلزفورس» بالاشتراك مع «إيدياليست للاستشارات»، وضع برنامج تطوير اقتصادي لتزويد شركات تكنولوجيا فلسطينية بالمهارات المطلوبة لإدارة خدمة استشارات وتنفيذ وتطوير تستند إلى حلول «سيلزفورس» عبر أجهزة الكومبيوتر.