بعد أن خفّت حدة الانتقادات الموجهة للمشروع الذي أطلقته هيئة دوري المحترفين السعودي مع شريكها الاستراتيجي شركة زين (الراعي الرئيس للدوري) منذ موسم ونصف، والمتعلق بعملية تصويت الجماهير الرياضية على أفضلية الفرق واللاعبين في جولات الدوري كافة، عبر رسائل «نصية» من خلال شبكة «زين»، عادت حمى الانتقادات للارتفاع من جديد عقب «الخطأ» الذي خرجت به عملية تصويت أفضلية الجولة الدورية ال 15 الماضية، وذلك عندما تم الاعلان السبت الماضي عن فوز فريق الاهلي ب«الافضلية» مع لاعبه تيسير الجاسم، وذلك بنسبة 91.41 في المئة، وجاء فريق النصر ثانياً ب 7.03 في المئة وفريق الهلال ثالثاً ب 1.56 في المئة، حيث خلت القائمة المعلنة من فريق الاتحاد نهائياً، بينما حضر الفريق ذاته في القائمة «المصححة» التي أعلنت عنها لجنة الاعلام والاحصاء بعد إعلانها الاول بساعات عدة (صباح الاحد الماضي)، إذ نال الفريق الاتحادي المرتبة الاولى وجاء فريق الاهلي ثانياً، ما حدا بنشوب موجة غضب عارمة من الاهلاويين كافة، إدارة وإعلام وجماهير، وذلك عبر احتجاجات عدة قدموها طيلة اليومين الماضيين اعتراضاً على ما حدث. أما في الجانب الاتحادي، وعلى رغم «خطف» فريقه لأفضلية الجولة ال 15 من غريمهم الأهلي، إلا أن هناك عدم رضا كان وما زال قائماً من بعض الاتحاديين على مشروع هيئة الدوري والراعي «زين»، وهو ما حدا بعضو شرف الاتحاد «الشاب» مازن الزهراني أخيراً إلى انتهاج طريقة جديدة لتتويج فريقه وأفضل لاعب فيه في كل جولة دورية بمبلغ مالي كبير، يفوق ما يتحصل عليه الفريق أو أي لاعب من أفضلية تصويت «زين» بأضعاف كثيرة، حيث قدم الزهراني خلال الجولتين الماضيتين مبلغ 10 آلاف ريال لأفضل لاعب اتحادي في الجولة، وهو ما كان له الأثر الكبير لدى الجماهير الاتحادية كافة. في الهلال، أقرت «موبايلي» الشريك الاستراتيجي ل «الزعيم» آلية جديدة دخلت فيها على خط منافسها في الساحة «زين»، بحيث يتم التصويت على أفضل لاعب من خلال مشتركيها، ويكون الريع كاملاً لصالح اللاعب الفائز بالجائزة، وهي الآلية التي من المتوقع أن تقود الجماهير الهلالية كافة لعدم الاهتمام بجوائز «زين» على حساب التصويت للاعبيها عبر «موبايلي». ومن المنتظر ان يقوم الضلع الثالث في قطاع الاتصالات المستثمر في الرياضة السعودية، شركة ال «STC» بخطوة مماثلة لمنافسيه، خصوصاً انها تتفوق على «زين» و«موبايلي» برعايتها ل 4 اندية (الشباب والاتحاد والاهلي والنصر)، وذلك بإحلال مشروع مماثل، والاستفادة من الجماهيرية الكبرى للأندية التى ترعاها، وهو ما سيضعف كثيراً من «قيمة» جوائز «زين». يذكر أن مؤشر عدم الرضا ارتفع أخيراً لدى بعض الاندية، بسبب تأخر تسليم المبالغ المالية المخصصة للفرق واللاعبين الفائزين في حينه.