يجدد رئيس بعثة الأممالمتحدة في ليبيا مارتن كوبلر جهوده الإقليمية لحل أزمة ليبيا، ويجري مشاورات الأربعاء المقبل مع وزير الشؤون المغاربية والأفريقية والعربية الجزائري عبد القادر مساهل تتعلق بطرح مسودة التعديلات الخاصة باتفاق الصخيرات الموقع في كانون الأول (ديسمبر) 2015. وسيبحث كوبلر مع مساهل نتائج زيارة الأخير لليبيا ولقاءاته قياداتها السياسية والعسكرية والقبلية، تمهيداً لطرحه مسودة التعديلات على أطراف الحوار الليبي. وأعلنت وزارة الخارجية الجزائرية أن زيارة كوبلر تندرج في إطار الجهود المشتركة بين الأممالمتحدة والجزائر لحل أزمة ليبيا وفقاً لمستجدات الوضع الحالي، وبحث إمكان تعديل تطبيق الاتفاق السياسي. وكان مبعوث جامعة الدول العربية إلى ليبيا، صلاح الدين الجمالي، ابدى تفاؤله بقرب اعلان استئناف الحوار السياسي بين الليبيين لتطوير اتفاق الصخيرات، مشيراً الى انه لمس خلال لقاءاته في ليبيا «عدم وجود خلاف جوهري، وأن الجميع حريصون على وحدة ليبيا وبناء حياة سياسية عصرية وديموقراطية في بلادهم، وعلى تجنب الإقصاء». وأضاف: «ينتظر استئناف الحوار تعيين مجلس النواب ومجلس الدولة أعضائهما في لجنة الحوار». وفي تغريدة على موقع «تويتر»، وصف كوبلر، لقاء رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح رئيس مجلس الدولة عبد الرحمن السويحلي، في العاصمة الإيطالية روما الجمعة الماضي بأنه «خطوة شجاعة يُبنى عليها في الدفع نحو تنفيد الاتفاق السياسي». وصرح رئيس مجلس النواب عقيلة صالح ان مقتضيات الأمور «أوجبت تغيير مواقفنا وليس ثوابتنا»، معتبراً ان لقاءه السويحلي «حقق ما يفوق التوقعات، ولم يُخالِف الرؤى الوطنية». وأكد وجود توافق كامل مع السويحلي على محاربة الإرهاب، وشبه تفاهم كامل في آلية إدارة البلاد، وتسمية المناصب العليا في الدولة. وكشف عقيلة صالح انه ناقش مع رئيس مجلس الدولة تعديل المجلس الرئاسي وتوحيد المصرف المركزي والمشاكل الاقتصادية والأمنية، إلى جانب موضوع المصالحة الوطنية. وأكد ان لقاءات أخرى ستجمعه بالسويحلي داخل ليبيا في الفترة المقبلة. ورحبت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا بلقاء صالح والسويحلي، ووصفته بأنه «خطوة ايجابية وجيدة تسرّع إنهاء الانقسام الاجتماعي والصراع السياسي، وتأثيراتها الوخيمة في الأوضاع الإنسانية والمعيشية والأمنية للمواطنين، وحل الأزمة عبر الدفع في اتجاه حل سياسي سلمي للأزمة الليبية من خلال الحوار الوطني». ودعت اللجنة الى توسيع هذه اللقاءات والمشاورات لتشمل كل الأطراف الفاعلة في المشهد السياسي والاجتماعي والوطني، من أجل الإسراع في تحقيق المصالحة الوطنية والاجتماعية والسياسية الشاملة». واعتبر محللون ان لا شيء ملموساً مهّد للقاء عقيلة والسويحلي بعد سلسلة خلافات سياسية بينهما، لكن الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والمعيشي الضاغط داخل الليبي، وتهديد خطر الإرهاب الجميع، وعدم سماح الوضع الإقليمي بلقاء أطراف الشقاق اخرجت الأزمة من أروقة السياسيين الأوروبيين والأميركيين لتعود تدريجاً الى معقلها الليبي، مع توجيه رسائل إيجابية متفائلة بحل قريب، ونهاية وشيكة لإحدى أسوأ مراحل تاريخ المنطقة المعاصر. وأفادت صحيفة «لا ستامبا» الإيطالية بأن مسؤولين في البيت الأبيض علقوا على نتائج القمة التي جمعت في البيت الأبيض بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإيطالي باولو جينتليوني بأن «واشنطن ملتزمة العمل مع ايطاليا من أجل ليبيا موحدة ومستقرة». وتابعت ان «واشنطن مقتنعة بأن الشعب الليبي يجب ان يؤدي دوره في عملية تحقيق المصالحة.