نجح الاتحاد في بلوغ دور الثمانية من دوري أبطال آسيا، بعدما كسب الشباب بهدفين في مقابل هدف، في مباراة ماراثونية وفي غاية القوة والسرعة، فيما خرج الاتفاق على يد ضيفه باختاكور الأوزبكي بالنتيجة ذاتها وأكمل فريق كورفتشي الأوزبكي أضلاع دور الثمانية لفرق غرب آسيا، بعد أن كسب بيروزي الإيراني بهدف من دون رد. جاء الصراع محموماً منذ الوهلة الاولى، ووضح جلياً تأثير نتيجة نهائي كأس الملك، كما كانت الأجهزة الإدارية والفنية في كلا الطرفين تحذر لاعبيها من الهفوات، والجماهير زينت جنبات الملعب باكراً، وكل المعطيات كانت تؤكد أنها موقعة مختلفة تفوح منها رائحة الثأر، وقبل أن يتجاوز الفريقان دقائق جس النبض واختبار القدرات يرتكب الحارس مبروك زايد خطأ كارثياً عندما حاول تجاوز المهاجم عبدالعزيز إلا أن الأخير حمل المفاجأة الأكبر وخطف الكرة من بين أقدام زايد وأودعها شباكه «17»، ما جعل أصحاب الدار يتخلون عن أية قناعات سوى الهجوم ولا شيء غيره. الحماسة الزائدة والقتالية العالية أفرزتا العديد من الألعاب الخشنة، خصوصاً من الجانب الاتحادي، إلا أنها لم تخدش جمالية الأداء وعنفوان الفريقين، وحاول كالديرون مخادعة مواطنه هكتور بابعاد نايف هزازي من مناطق الخطر والإيعاز لنور لتولي المهمة التهديفية، إلا أن ترابط الليوث حال دون مرور أي كرة نحو مرمى وليد عبدالله، وتأثر وسط الشباب كثيراً بغياب موسيقاره البرازيلي كماتشو، اذ عانى ناصر الشمراني والسعران من قلة الإمداد. وفي الوقت القاتل حمل البديل هشام ابو شروان الفرحة للجماهير الاتحادية عندما انبرى من بين المدافعين وركل الكرة داخل شباك وليد عبدالله. وفي الدمام، شمر أبناء «فارس الدهناء» عن سواعدهم وسط أهازيج جماهيرهم الغفيرة، وتلاعب الاتفاقيون كما يحلو لهم بدفاعات ضيوفهم، ورفض البرنس تاغو أن يعطي فريقه أفضلية التسجيل، بعدما أهدر فرصة انفرادية، إلا أن نجوم الاتفاق لم يتأثروا على الإطلاق بتلك الفرصة، وواصلوا عنفوانهم وجموحهم نحو مرمى خصمهم، ووسط سيل الهجمات الاتفاقية ينجح البرنس تاغو في تعويض الفرصة الضائعة، ويسجل هدف التقدم «32». المدرب الروماني أندوني طالب لاعبيه بمواصلة الضغط الهجومي، وكان بالإمكان إضافة أكثر من هدف لو أحسن البرنس تاغو وصلاح الدين عقال التعامل مع الفرص السهلة التي لاحت طوال الحصة الأولى التي انتهت بهدف البرنس. وفي الشوط الثاني، تراجع الأداء الاتفاقي، وقلت حماسة وقتالية لاعبيه، ما منح الضيوف فرصة الاستحواذ الكامل على مجريات اللعب، كما أن أندوني فشل في حفظ توازن خطوط فريقه، وفي المقابل تعامل الضيوف كما يجب مع الفرص المتاحة، وسجلوا هدفين كانا كفيلين بترقيتهم إلى دور الثمانية.