كان برشلونة يمني النفس بأن يخوض موقعة ال«كلاسيكو» المصيرية مع غريمه ومضيفه ريال مدريد المتصدر بمعنويات أفضل، لكن النادي الكاتالوني سيخوض هذه المواجهة المقررة اليوم (الأحد) في المرحلة ال33 من الدوري الإسباني لكرة القدم في وضع صعب، لأنها تأتي بعد أيام قليلة من خروجه من دوري أبطال أوروبا. ويدخل العملاقان الإسبانيان المواجهة في ظروف متناقضة تماماً؛ لأن النادي الملكي واصل حملة الدفاع عن لقبه بطلاً لدوري الأبطال بتخطيه بايرن ميونيخ الألماني (4-2) إياباً، بعد التمديد، فيما انتهى مشوار غريمه بتعادله الأربعاء مع ضيفه يوفنتوس الإيطالي (صفر-صفر)، (خسر صفر-3 ذهاباً). وسيقطع ريال مدريد أكثر من نصف الطريق نحو الفوز باللقب المحلي للمرة الأولى منذ 2012 في حال تجنبه تكرار سيناريو الزيارة الأخيرة لبرشلونة إلى «سانتياغو برنابيو» حيث فاز برباعية نظيفة في ال21 من كانون الثاني (يناير) 2015 قبل أن يرد إيابا بالفوز في «كامب نو» بنتيجة (2-1). ويتصدر النادي الملكي الترتيب بفارق ثلاث نقاط عن برشلونة، كما يملك فريق المدرب الفرنسي زين الدين زيدان مباراة مؤجلة خارج قواعده ضد سلتا فيغو، وفي حال تجنبه الهزيمة أمام غريمه الكاتالوني في مباراة الأحد، أو في حال فوزه بهذه الموقعة المصيرية، سيصبح اللقب في الأفق، فيما سينحصر طموح برشلونة في مسابقة الكأس، التي وصل إلى مباراتها النهائية، إذ يلتقي آلافيس في ال27 من أيار (مايو). وأكد لويس أنريكي، الذي قرر التخلي عن تدريب برشلونة في نهاية الموسم، أهمية مواجهة اليوم: «لأننا نملك فرصة الصعود إلى صدارة الدوري ضد منافسنا المباشر. إنها فرصة رائعة. علينا الآن (بعد الخروج من دوري الأبطال) التركيز على المسابقتين اللتين ما زلنا فيهما». وعلى رغم خيبة الخروج من ربع نهائي دوري الأبطال، بعدما عجز فريقه عن تكرار سيناريو الدور السابق وفوزه التاريخي على باريس سان جرمان الفرنسي (6-1) بعد خسارته ذهاباً (صفر-4)، كان أنريكي سعيداً بالطريقة التي لعب بها فريقه، وبالتشجيع الذي حظي به طوال المباراة، قائلاً «بالنسبة لي، سآخذ من هذه المباراة السلوك الذي تمتع به اللاعبون والمشجعون حتى اللحظة الأخيرة. قاتلنا حتى صافرة النهاية». ويخوض انريكي الموقعة المصيرية مع ريال بغياب ركن أساسي هو البرازيلي نيمار، بسبب الإيقاف، ما سيؤثر في فعالية النادي الكاتالوني المطالب بأن يستثمر في شكل أفضل الفرص التي يحصل عليها، بحسب ما أكده قائده ولاعب وسطه أندريس إنييستا بعد لقاء الأربعاء، قائلاً «لم نكن ناجحين أمام المرمى بالشكل الذي كنا معتادين عليه، وهذا الأمر كلفنا...». وواصل: «الخروج من دوري الأبطال أمر مخيب، لكن إحراز الدوري مرتبط بفوزنا في مباراة برنابيو، وهذه هي نيتنا (الفوز بها)». ومن المؤكد أن مهمة رجال أنريكي لن تكون سهلة ضد ريال المنتشي بفوزه المثير للجدل على بايرن ميونيخ، إذ وجه كثير من الانتقادات إلى الحكم المجري فيكتور كاساي، إذ طالب كثيرون بالاستعانة بتقنية الفيديو لمساعدة الحكام، ولاسيما بعد اللغط حول هدفين للبرتغالي كريستيانو رونالدو (أظهرت الإعادة أنه كان في موضع تسلل)، والبطاقة الصفراء الثانية للاعب وسط بايرن التشيلي أرتورو فيدال. وبغض النظر عن الطريقة التي سجل بها رونالدو اثنين من أهدافه الثلاثة في المباراة، فإن النجم البرتغالي سيسعى جاهداً الأحد للتفوق على غريمه الأرجنتيني ليونيل ميسي والتأكيد أنه يستحق تماماً أن يكون أفضل لاعب في العالم. وأشاد زيدان برونالدو، الذي أصبح أول لاعب يسجل 100 هدف في دوري الأبطال، قائلاً «عندما يتعلق الأمر بوصفه، فهو لا ينضوي تحت أية فئة... إنه مذهل ولاعب رائع. الطريقة التي يسجل بها والأسلوب الذي يلعب به في المباريات الكبرى... هو يعلم أنه عندما تحين الأوقات المهمة، فهو موجود دائماً». وموقعة اليوم من الأوقات المهمة، بلا أدنى شك، بالنسبة لريال الذي يمر بمرحلة إيجابية، بحسب زيدان، مضيفاً: بعد تخطي بايرن ميونيخ «فزنا بالمباراة وحسمنا المواجهة. الآن تنتظرنا مباراة صعبة مماثلة يوم الأحد. الكل لعب دوره. نحن سعداء باللاعبين الذين شاركوا (الثلثاء) والذين دخلوا (بدلاء) والذين لم يشاركوا. نريد كل من في الفريق من أجل مساعدتنا». وفي حال نجح ريال بتخطي عقبة برشلونة أو تجنب الهزيمة، في أقل تقدير، يبدو طريقه ممهداً إلى حد ما حتى نهاية الموسم، باستثناء مواجهة صعبة واحدة تنتظره في المرحلة قبل الأخيرة على أرضه ضد إشبيلية، الذي يتقارع مع أتلتيكو مدريد على المركز الثالث المؤهل مباشرة لدوري الأبطال الموسم المقبل.