استضاف فندق برج العرب بدبي، أعمال "المؤتمر الثاني لتطوير استراتيجيات التنافسية العالمية لمواقع الانترنت للمؤسسات الحكومية في دول مجلس التعاون الخليجي"، الذي نظّمته شركة "داتاماتكس". ورعى المؤتمر مؤسسات حكومية وخاصة وعدد من وسائل الإعلام. شارك فيه عدد كبير من المُدراء ومُصمّمي مواقع الإنترنِت، مسؤولي كِتابة المُحتوى وإختصاصيّي تقنية المعلوماتية في المؤسسات الحكومية في دول المجلس، إضافة الى خبراء عالميين. وناقش المؤتمر قضايا تتصل بمواقع الإنترنِت للمؤسسات الحكومية في دول مجلس التعاون الخليجي، مثل الدور الإِستراتيجي الذي يؤديه مصمّمو مواقع الإنترنِت في المؤسسات الحكومية الخليجية، وتشييد مواقع إنترنِت قادرة على تقديم خدمات متقدّمة، ضرورة كسب ثِقة المواطنين عبر حِماية المواقع الإلكترونية وصيانتها بإستمرار. وفي سياق المؤتمر، قدّمت هيئة تنظيم سوق العمل مملكة البحرين ورقة عمل حول معايير تصميم المواقع الحكومية ومحتوياتها الرقمية. وشرحت الورقة مجموعة من الأخطاء التي تقع فيها الحكومات والوزارات، أثناء تصميم مواقعها الإلكترونية الرسمية، إضافة الى شرح طُرُق تصحيح هذه الأخطاء. وعرجت الورقة على الأدوات المستخدمة علمياً كطرق لقياس نجاح الموقع وفائدته للجمهور. وأظهرت ورقة سعودية قُدّمت للمؤتمر، إهتماماً بمسألة الخصوصية في المواقع الحكومية لدول مجلس التعاون الخليجي، مُلاحظة أن خصوصية المعلومات هاجس مبرّر في عصر الشبكات الإلكترونية، سواء على مستوى الأفراد والحكومات على حدّ سواء. وفي الجانب الإقتصادي، رأت الورقة أن العصر المعلوماتي مثل انطلاقة كبرى الى الأمام لجهة فُرص الإبداع والتجديد والتنمية. واستطردت الورقة لتلاحظ أن هذه الحيوية الدافقة لها وجه آخر يتمثّل في جعل حياة الأفراد ككتاب مفتوح أمام أعين الجمهور الإلكتروني. وأوردت أيضاً أن سيولاً من طُرُق التواصل عبر الانترنت، مثل المُدوّنات الالكترونية "بلوغز" Blogs ومواقع تبادل أشرطة الفيديو والشبكات الاجتماعية وغيرها، أدت إلى وضع يتشارك الناس فيه كل شيء تقريباً، مثل الصور والأفلام المنزلية بل حتى أكثر الأفكار خصوصية وحميمية. وعرّفت الورقة الخصوصية Privacy بأنها حقّ الفرد في تحديد المعلومات التي تُجمَعُ منه أو عنه، وحقّه في عدم إطلاع الآخرين عليها من دون موافقة منه. وبيّنت الورقة عينها أن الخصوصية تساعد في الحفاظ على صحة الفرد النفسية، إذ يؤدي إنتهاكها إلى ضرب حرية الفرد وكرامته واستقلاليته. فعندما يعلم القارئ –على سبيل المثال- أن ما يقرأه مُراقب، فقد يقوم بنوع من الرقابة الذاتية، مما يجعله لا يقرأ ما يريد حتى لا يعطي فرصة للآخرين لمعرفة آرائه واتجاهاته. لذا يمكن القول بأن انتهاك الخصوصية مثل الرقابة، يهدد الحرية الفكرية، على نحو ما خلص إليه تقرير شهير حمل اسم "إوبنهايم أند ناتالي 200" Oppenheim and Natalie 2000. واختتمت الورقة السعودية المُقدّمة إلى هذا المؤتمر بالتشديد على ان الخصوصية تعتبر من القضايا الشائكة حاضراً، إذ يمكن أن تشكل الإنترنت تهديدًا لها، كما يحدث حين يسجّل الفرد طلباً على الإنترنت، فيُطلب منه الكشف عن معلومات شخصية عنه، ما يتيح لشركات الإنترنت الاستيلاء على تلك البيانات، إضافة الى إمكان إنكشافها عبر هجمّات تقنيّة، وكذلك وجود برامج متطوّرة تستطيع إعتراض الرسائل الإلكترونية للأشخاص، واخرى تتحرى المواضيع التي يبحث عنها الأفراد عندما يستعملون الإنترنت. وفي سياق متصل، قُدّمت ورقة من الأردن عن أمن المواقع الإلكترونية الحكومية، واستراتيجيات حماية المعلومات فيها.