على رغم إصابته في عينه خلال مشاركته في حرب المملكة على الحوثيين على الحد الجنوبي، فإنه لم يترك مكانه، حيث استمر في القتال وتصويب رميه نحو العدو، حتى تفاجأ زملاؤه بحالة إغماء تعرض لها، نقل على إثرها إلى المستشفى لتلقي الرعاية الطبية، هذا ما أوضحه متعب العلياني خلال حديثه إلى زوار مهرجان «حكايا مسك» في أبها أول من أمس (الخميس). أما مدير قناة الإخبارية جاسر الجاسر الذي كان الضيف الإعلامي لفقرة حكايا مرابطين في المهرجان، فاعتبر أن عاصفة الحزم خرّجت صحافيين ومراسلين حربيين على طول الفترة الماضية، مبيناً أنه لا يوجد مراسلون متخصصون في الحروب والأزمات، إلا أن حرب تحرير اليمن من الاعتداءات الحوثية، أخرجت صحافيين تدربوا تدريجياً من بداية عاصفة الحزم حتى الآن. أتى ذلك، خلال فقرة حكايا مرابطين ضمن فعاليات مهرجان «حكايا مسك» الذي تنظمه مؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز «مسك الخيرية» في قرية «المفتاحة» في مدينة أبها ويختتم أنشطته أمس (الجمعة)، بعد أن سجل الخميس 17829 زيارة، فيما سجل يوم الأربعاء 12780 زائراً وزائرة، ليصبح المجموع 30609 خلال اليومين الأولين للمهرجان، شملت جميع شرائح الأسرة، الذين تفاعلوا مع أقسام الكتابة والتأليف والإنتاج المرئي وفن تحريك الرسوم عبر ما التحقوا به من ورش عمل تخطى عددها ال90 ورشة عمل حتى يوم أمس، إلى جانب مشاهدة أعمال إبداعية من رسم ونحت وعرض لأفلام سعودية مثل «الآخر» و«مطب»، و«بابا البطل» وغيرها، إضافة إلى العرض المسرحي وفقرة حكايا مرابطين. وفي فقرة حكايا مرابطين، تحدث جاسر الجاسر عن مبادرة قناة الإخبارية المتمثلة في تنظيم زيارة للإعلاميين إلى الشريط الحدودي الجنوبي للمملكة، والتي تهدف إلى تسليط الضوء على ما يقوم به المرابطون هناك من تضحيات من أجل دينهم ووطنهم وقيادتهم، إذ تبنت القناة هذه المبادرة وأشرفت على تنفيذها لتصبح واقعاً وشاهداً على تضحيات أبطال القوات السعودية على الحد الجنوبي. وأكد الجاسر أن تنظيم قناة الإخبارية بالشراكة مع قيادة حرس الحدود للمبادرة تعد واجباً وطنياً، قائلاً: «إن لم نكن على الحد الجنوبي كإعلاميين، فأين يجب أن نكون، والمبادرة تهدف لنقل مشهد لم يشاهد، لكنها كشفت لنا خلال زيارتنا لمنطقة نجران، قرب الحدود مع اليمن فالفاصل بيننا وبين الحوثيين جبل، لكننا رأينا ثقة شعب في حكومته، ونهضة تنموية تشهدها المنطقة». ومن القصص التي سطرت في ميدان القتال ما تعرض له أحد أفراد القوات المسلحة، من إصابة في عينه إثر شظية تعرض على إثرها لنزيف داخلي، إلا أنه رفض ترك موقعه حتى أغمي عليه، وهذا ما سطره متعب العلياني أثناء مشاركته في عاصفة الحزم بعد إصراره وعودته من إصابة تعرض لها أثناء مشاركته في حرب الخوبة عام 2009. وقال العلياني الذي حل ضيفاً أمس في فقرة حكايا مرابطين وتحدث عن تجربته أنه أصيب في حرب الخوبة، وكانت إصابة بسيطة، مضيفاً: «وفي عاصفة الحزم تعرضت لشظية من قناص حوثي، بعد دحره ومن معه في منزل كانوا يختبئون فيه»، إلا أنهم عاودوا الهجوم عبر أكثر من جهة، لكننا ثبتنا مكاننا، ومن طلقة نارية فقدت النظر بعيني اليمنى، بعد إصابتي برصاصة». وأضاف العلياني: «بعد أن أصبت غيّرت (شرشور الرشاش) وأخذت في الرمي تجاه العدو لمدة 5 دقائق، حينها كان زملائي يطلبون مني أخذ راحة إلا أنني بقيت أطلق النار حتى أغمي علي، ونقلت على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج».