تسعى إمارة الشارقة الى مواكبة ركب السياحة العالمي واجتذاب المزيد من السياح الى الإمارة، وذلك في إطار خطة بعيدة المدى تأخذ في الاعتبار ما تستطيع أن تقدمه لزوارها من فعاليات تركز على المهرجانات المتخصصة التي أثبتت خلال السنوات القليلة الماضية نجاحها وفعاليتها على أصعدة مختلفة. وكانت مشاركة الإمارة في سوق السفر العالمي الذي أقيم في لندن قبل مدة، وهي السنة الثامنة على التوالي لمشاركتها، مناسبة لتقدم فيها هيئة الإنماء التجاري والسياحي في الإمارة تصوراً متكاملاً لمستقبل السياحة في تلك المنطقة. وقد ترأس الوفد الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس الهيئة، وكان في عداد الوفد أيضاً ممثلون عن مكتب تطوير القصباء وهيئة مطار الشارقة الدولي وإدارة متاحف الشارقة ومنتجع كورال بيتش وغيرها. وقال الشيخ سلطان في حديث الى «الحياة» إن تركيز الهيئة الدائم هو على السياحة الثقافية والعائلية، فإمارة الشارقة كانت عاصمة العرب الثقافية سنة 1998، وستكون عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي سنة 2014، وهذا يعني تعزيز المتاحف والمناطق التراثية مثل الحي التراثي وحي الفنون وساحة التراث... إلخ. وأشار الى ان مهرجانات إمارة الشارقة تشكل عنصر الجذب الأساسي، ومنها المهرجان المائي ومهرجان أضواء الشارقة الذي يعدّ الأول من نوعه في المنطقة ويتضمن إضاءة 13 موقعاً مميزاً عمل عليها عدد من الفنانين العالميين. وهذا المهرجان سيفتتح في شباط (فبراير) المقبل. ويضاف الى ذلك بينالي الشارقة في آذار (مارس) المقبل، وهو من أهم الفعاليات الثقافية التشكيلية على مستوى العالم العربي. أما في ما يتعلق بالتعاون مع الإمارات الأخرى في الدولة، فقال الشيخ سلطان ان التعاون قائم بالفعل لكن كل إمارة تختلف عن الأخرى في المنتج السياحي الذي تعتمد عليه وتروج له، وفي النهاية الأمور يكمل بعضها بعضاً. وشدد على ان البنية التحتية المناسبة للتوسع السياحي في الشارقةً تزداد مع وتيرة ارتفاع عدد السياح، إي انه نمو ثابت وتدريجي غير سريع. فالتحديث والتطوير يتماشيان مع نموالحركة السياحية. وهناك الآن 105 منشآت تضم 8700 غرفة فندقية، بينها أربعة فنادق 5 نجوم والباقي 4 نجوم. وهناك أيضاً عدد من المنتجعات الشاطئية. وأوضح الشيخ سلطان ان الشارقة كانت أول إمارة تنظم الرحلات العارضة الى المطار المحلي، وذكر ان «العربية للطيران» هي الناقل الرسمي للإمارة وقد حصلت على جوائز عالمية عدة. والمهم أنها تعمل مع هيئة الإنماء التجاري والسياحي للترويج من خلال ورش عمل وجولات تعريفية واسعة. وتتركز حملات الترويج على اجتذاب السائح الأوروبي الذي يمكن أن يزور أكثر من مقصد في دولة الإمارات، لكن السوق الأساسي هو دول مجلس التعاون الخليجي. وقد استقبلت الشارقة أكثر من 250 ألف سائح أوروبي في غضون الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي. كما افتتحت «العربية للطيران» أخيراً مكاتب تمثيلية في ألمانيا والسويد لتغطية مناطق شمال أوروبا. وتناول الشيخ سلطان المشاريع التي يتم العمل فيها حالياً في الشارقة، وأبرزها حديقة المجاز التي ستضم نافورة موسيقية، وبالقرب منها بحيرة خالد. وهناك كذلك عدد من المطاعم والمقاهي وكورنيش عريض. وهذه ستعتبر من أهم المناطق السياحية العامة. كما سيتم تطوير قلب الشارقة القديمة من خلال ترميم البيوت التراثية وإضافة خدمات أساسية كالمطاعم والمقاهي والمحلات الحرفية.