أكد رئيس البرنامج النووي الإيراني علي اكبر صالحي بعيد توليه أمس (السبت)، رسمياً مهامه على رأس وزارة الخارجية، ان أولويته الكبرى تكمن في تعزيز العلاقات مع السعودية وتركيا. وعين صالحي وزيراً للخارجية بالوكالة خلفاً لمنوشهر متكي الذي أقاله الرئيس محمود أحمدي نجاد في 13 كانون الاول (ديسمبر) الجاري. وصرّح صالحي (61 عاماً) الذي يدير برنامج إيران المثير للجدل بعيد توليه منصبه، بأن «كبرى أولويات إيران ديبلوماسياً ينبغي ان تكون الجيران والعالم الإسلامي. في هذا الإطار للسعودية وتركيا مكانة خاصة»، بحسب ما نقلت وكالة الانباء الايرانية (مهر). وتابع صالحي الذي يتكلم الانكليزية والعربية بطلاقة ان «السعودية تستحق إقامة علاقات سياسية مميزة مع إيران. وإيران والسعودية يمكنهما كدولتين فاعلتين في العالم الإسلامي حل الكثير من المشكلات معاً». وترتدي تصريحات صالحي حول السعودية أهمية خاصة. من جهة أخرى، تعززت العلاقات في الأشهر الأخيرة بين طهران وانقرة التي أبرمت في أيار (مايو) الماضي ومعها البرازيل اتفاقاً مع إيران. وتستضيف تركيا أيضاً الجولة المقبلة من المفاوضات بين إيران والقوى الست الكبرى في اسطنبول بعد تلك التي جرت في جنيف في السادس والسابع من كانون الأول. وكررت تركيا دعواتها إلى متابعة الجهود الديبلوماسية لتسوية الخلاف النووي الإيراني. وقال صالحي ان «تركيا دولة قوية تتمتع بموقع استراتيجي وتشاطر إيران أسساً ثقافية وعقائدية». وأضاف ان إيران والاتحاد الأوروبي «سيستفيدان» اذا غيّر الاتحاد الأوروبي موقفه حيال طهران «من المواجهة إلى التفاعل في أسرع وقت». واضاف: «على رغم عدد من التحركات غير العادلة التي أجراها الاتحاد الأوروبي، فإنه يريد علاقات يسودها الاحترام مع إيران لعدد من الأسباب من بينها الطاقة». وشدد صالحي على أهمية تحسين العلاقات مع سورية والعراق واذربيجان وافغانستان وباكستان وروسيا والصين. وتسلم صالحي منصبه في حفلة تسلم وتسليم من سلفه متكي (57 عاماً)، الذي أقيل فيما كان يجري زيارة رسمية إلى السنغال. غير ان متكي لم يكن حاضراً. وجاءت إقالته بعد ان اعتبر ان تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بحق إيران في برنامج نووي مدني تشكل «خطوة إلى الامام». وقالت كلينتون لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية ان طهران يمكنها في المستقبل تخصيب اليورانيوم لأغراض مدنية، لكن عليها أولاً إثبات قدرتها على تنفيذ ذلك بمسؤولية وبالتوافق مع التزامات إيران الدولية. وكان صالحي عُين على رأس منظمة الطاقة الذرية في تموز (يوليو) 2009 برتبة نائب رئيس، مباشرة بعد إعادة انتخاب احمدي نجاد رئيساً. وتسلم صالحي منصب سفير إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية طوال اربع سنوات حتى كانون الثاني (يناير) 2004. ودرس الفيزياء النووية في مؤسسة ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولاياتالمتحدة (ام اي تي) الذائعة الصيت، وكان الغربيون ينظرون اليه على ان مواقفه معتدلة.