أُسدل الستار مساء الثلثاء على برنامج «ستار ونص» من خلال سهرة غنائية مباشرة على قناة أبو ظبي الأولى أُعلِن في ختامها فوز السعودي سعد عبدالله الذي قاد مسيرته المنتج خالد الآغا، ضد المصرية دينا عبد الحميد (ديمبي) تحت قيادة الفنان جاد شويري، والعماني عبد الرحمن مطر (بودي) الذي أشرفت على إعداده المنتجة هيفاء الفقيه. أمّا لجنة التحكيم فقد تألّفت من النجم خالد سليم والملحن عصام كاريكا والإعلامية أميرة الفضل. ارتكزت فكرة هذا البرنامج على العمل على أشخاص لا يملكون الموهبة الكافية وتحويلهم إلى نجوم من خلال بعض التفاصيل التي ركّز عليها كلّ «مدير أعمال». تنافس طوال الحلقات أربعون مشتركاً لا تتواجد فيهم صفات النجومية قبل أن يصل إلى النهائيات المشتركون الثلاثة. تخمة المنتج خالد الآغا قال: «أحسست في البداية أنّ فكرة البرنامج تحمل طابعاً فكاهياً ولكنني وجدت نفسي منغمساً في الأمر فاضطررت للعمل بكل جدية». الآغا الذي خاض المنافسة مع سعد عبدالله قال إنّه حاول الأخذ في الاعتبار أنّه يتوّجه إلى المجتمع السعودي المحافظ فكان لا بد من التنبّه لبعض الضوابط، «جعلتُ سعد عصرياً أكثر ولكن مع الحفاظ على الطابع السعودي، على رغم أنّه قدّم أغنية لبنانية». وأضاف أنّه لاحظ مدى تقبّل الكاميرا لسعد فابتسامته جميلة وشخصيته أخّاذة اضافة إلى أنّه يملك في صوته أمراً مميزاً عن الآخرين. وكان خالد الآغا قد لمّح قبل بداية الحلقة الأخيرة بقليل إلى أنّه يشعر بأنّ سعد سيكون الفائز كونه مشتركاً سعودياً وبالتالي سيكون له الحظ بنسبة تصويت عالية، وهذا ما حصل بالفعل حيث نال اثنين وستين في المئة من تصويت المشتركين بينما جاء عبدالرحمن في المركز الثاني بنسبة ثلاثة وعشرين في المئة أما دينا فحصلت على خمسة عشرة في المئة. ويوافق الآغا على أنّنا نعاني اليوم من تخمة في صناعة النجوم ومن البرامج التي تخرّج النجوم، ولكنّه رأى في المقابل أنّ كثيرين من الفنانين مفروضون علينا فرضاً، ويسارع إلى التوضيح «لم نأتِ نحن لنزيد الطين بلّة لأنّ البرنامج يحمل نوعاً ما طابعاً فكاهياً، ويمكن اعتبار أنّنا سعينا لتحقيق حلم شخصٍ في الغناء». الفائز سعد عبدالله الذي تقدَّم إلى البرنامج قبل أن يعرف ما هي فكرته حتّى، أفصح بأنّه كان يعاني من الخجل والخوف من مواجهة الجمهور، لكنه استطاع بفضل خالد الآغا أن يتغلّب على كلّ ذلك. هل يشعر سعد أنّه الآن ستار، أو حتّى «ستار ونص»؟ ويجيب «لا أدّعي أنني نجم، ولكن أعتبر أنّني أستطيع أنّ أغنّي بجرأة وبثقة وأن أؤدّي ما قد يعجب الجمهور». عن الإحساس الذي يعتريه بعد إعلان فوزه قال: « سعادتي لا توصف، ولكنني أعتبر أن كل من وصل إلى التصفيات النهائية فائز باللقب ويستحق أن يكون نجماً، لأن المنتجين بالتعاون مع قناة أبو ظبي وضعونا على بداية الطريق واختصروا لنا نصف الطريق الفني من الكد والتعب»، واختتم: «أعتقد أن الجمهور أنصفني بالتصويت وأشكر من صوت لي خصوصاً من بلدي الحبيب المملكة العربية السعودية، وأعدهم بأنني سأبدأ المشوار»! المنتجة هيفاء الفقيه التي قالت أنّها تحب أن تكون خلف الكاميرا وتكره أن تطل أمامها وأفصحت عن أنّها تشجعت على خوض تلك التجربة لأنّ فيها تحدٍّ لها، «أنا لم أكن أعمل على موهبة تحتاج إلى الصقل بل على موهبة معدومة»! هل ترى هيفاء أنّ هذا البرنامج أتى ليثبت أن الدعم الإعلامي هو مَن يصنع النجم بدل الموهبة؟ فتجيب: «حتّى لو كان الشخص يملك موهبة فريدة وصوتاً رائعاً فإنّه لن يستطيع أن يصبح فنّاناً ونجماً إن لم يعرف كيف يتعامل مع الناس وإن لم يركّز على صورته وعلى باقي التفاصيل التي تدعم الموهبة». وتفصح إلى أنّها تعتقد أن هؤلاء المشتركين لن يستطيعوا أن يكملوا طريقهم لوحدهم، وإلى أنّها ترى أن هذا البرنامج كان يركّز على المنتجين المحترفين أكثر من التركيز على المشتركين غير المحترفين. ولمّحت قبل بداية الحلقة إلى أنّ النتيجة، حين تكون مبنية على تصويت الجمهور، قد لا تكون عادلة، «فليس بالضرورة أن يكون الفائز هو فعلاً الأفضل»! معلومات العماني عبدالرحمن مطر اعتبر أن تجربته في هذا البرنامج كانت جميلة ومفيدة، «لقد اكتسبت معلومات كثيرة، وتعلّمت كيف أغنّي وكيف أتصرّف على المسرح وأمام جمهور»، وأعلن أنّه ينوي دخول عالم الغناء مستعيناً بكلّ ما اختبره في «ستار ونص». أمّا المصرية دينا عبد الحميد فأكّدت أن التجربة كان فريدة من نوعها ساعدتها أن تمشي في طريق الفن معتمدة على قواعد واضحة، وأجابت عن سؤال حول إذا كان تعتبر نفسها قد وصلت أو ستصل إلى النجومية فقالت: «ما دمت أحاول بجهد وعزم وجدية فلا بد من أن أصل إلى ما أريده». الإعلامية أميرة الفضل التي كانت أحد أفراد لجنة التحكيم قالت إنّ هذه التجربة كانت جديدة وبعيدة عن عالم التقديم، واعتبرت أن الفارق بين برنامج «ستار ونص» وسائر البرامج التي تصنع النجوم يكمن في أن البرامج الأخرى تأتي بمواهب ظاهرة وتحتاج إلى القليل من التلميع لتصبح جاهزة في حين أن «ستار ونص» يبحث عن مواهب موجودة ولكّنها مدفونة في أعماق الشخص، «قد لا تكون الموهبة ظاهرة ولكنّ الظاهر بوضوح تام هو الحلم في النجومية». فرح بن رجب التي قدّمت الحلقة الأخيرة من هذا البرنامج عبّرت بصراحتها المعهودة عن رأيها بفكرته فقالت: «أنا كنت دائماً ضد أن يغنّي الجميع وأن يصبح كائناً من كان نجماً من دون أن يملك أدنى مقوّمات النجومية حتّى، أو من دون أن يتمتّع بحدٍ أدنى على الأقل من الموهبة، فأنا كمشاهدة لا أستطيع أن أشاهد في بيتي أشخاصاً يغنّون وهم لا يجيدون الغناء»، قبل أن تضيف: «هذا رأيي بصفتي مشاهدة، أمّا بصفتي إنسانة فأعتبر أنّ من حقّ كل شخص أن يلحق حلمه حتّى النهاية وأن يكون نجماً، بل نجماً ونصف! إنّ فضل البرنامج أنّه أعطى الفرصة للذين لا يملكون فرصة».