أثارت الداعية الاسلامية سعاد صالح جدلاً حول فتوى جديدة بعدم أحقية الزوج بالسفر من دون إذن وموافقة الزوجة، وأرجعت ذلك الى أنه من واجبات القوامة التي تتطلب وجوده لرعاية الأسرة. والفتوى أثارت العديد من الاستهجانات من الأشخاص الذين لم يفهموها جيداً ولم يعرفوا خلفياتها وأثرها في الأسرة وفي الزوجة بشكل عام، على رغم أن الداعية فسرت الفتوى، وطالبت بان يكون التفاهم ودياً، لأن الزوجة ستتحمل في غيابه مسؤولية الأسرة، وستقوم بدورين، دور الأم ودور الأب الغائب. حقيقية أنا أتفق معها في ذلك، وارى أن من واجب الزوج اخذ موافقة الزوجة على سفره، سواء كان السفر للضرب في الأرض والبحث عن الرزق أم كان للاصطياف مع الربع. فموافقة الزوجة تجعلها مشاركة في الحدث طواعية، وتجعلها تتحمل المسؤوليات الجديدة الملقاة على عاتقها بكل محبة، وتجعلها أيضاً تواجه وتجابه ألسنة البعض عن سبب ترك الزوج لها والتلميحات الغريبة التي تحاول أن تنبهها إلى ضرورة الخوف عليه من شراك النساء الأخريات مثل الزواج عليها في الغربة أو الدخول في علاقات من شأنها صرف نظره عنها! مسألة النظر إلى الرجل وكأنه طفل (يضيع ويصيع) من دون وجود زوجته بجواره تغضبني كثيراً، وتصور الرجل في هذا الإطار طفلاً تحت شعار البعيد عن العين بعيد عن القلب، وقصقصي ريشه قبل ما يطير ويغرد خارج السرب المطلوب. كيف يمكن أن تكون القوامة لرجل لا يملك زمام نفسه، ومن المتوقع أن يخطئ أو تهفه نفسه على الزواج بمجرد ان ابتعد عن أسرته بحثاً عن حياة أفضل له ولأسرته. الجميل في الموضوع أن البرنامج الذي أذاع الخبر وناقشه قام بأخذ رأي الشارع في بعض المجتمعات، وظهرت بعض الزوجات السوريات مؤكدات بكل ثقة أنهن موافقات جداً على هذه الفتوى، لأن حق الزوجية يعطي المرأة الحق في ذلك لأن حياتها ستتأثر بغيابه، فمن الطبيعي أن تعلم وتوافق على سفره سواء كان للعمل أو للاستجمام. بعض الزوجات المصريات وافقن بتحفظ بسيط أن يكون الزوج اخذ رأي زوجته لإعلامها (ما ينفعش الست تقول له سافر ولا لأ، هو يقولها علشان تعرف هو رايح فين بس)، أما الزوجات السعوديات الأربع فكأنهن متفقات على مبدأ واحد، ورددن على رغم اختلاف الأماكن (لا يجوز أن تقول الحرمة لزوجها فين يروح تحت شعار الراجل راجل، ما أتربينا الحرمة تقول له أيش يسوي»! لن أعلق كثيراً على رأي بعض الزوجات السعوديات ولن أتوقف عند كلمة (لا يجوز) وأتركها لكم، ولكنني لا ألومهن بالطبع، فالنساء في مجتمعنا رضعن هذه الرضاعة من المهد إلى اللحد، إنما كنت أتمنى أن أرى اليوم الذي يقف فيه بعض الرجال في المطار وهم عائدون بحقائبهم، لأنهم مطالبون بأخذ موافقة زوجاتهم كتابياً ولسفرات عدة أيضاً! [email protected]