طهران – أ ب، وكالة «إرنا» – شيّعت إيران امس، 36 شخصاً قُتلوا بتفجير انتحاري نفّذه تنظيم «جند الله» في مدينة جابهار بإقليم سيستان بلوشستان جنوب شرقي البلاد، خلال مشاركتهم في مراسم «عاشوراء». وندد مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي بالهجوم، معتبراً أن «الأعداء يخشون الوحدة الإسلامية ولا يريدون أن يشهدوا تخصيب اليورانيوم في بلادنا». وخفّضت السلطات الإيرانية عدد القتلى من 39 إلى 36، من دون توضيح الأسباب، وشيّعتهم في جابهار بمشاركة وفد رسمي رأسه وزير الداخلية مصطفي محمد نجار الذي أعلن اعتقال 9 أشخاص «يُشتبه في تورطهم في الحادث الإرهابي»، مشيراً إلى أن التوقيفات ستتواصل «حتى القبض على العناصر الرئيسة الضالعة» في الهجوم. وقال: «المعدات التي استخدمها الإرهابيون في جريمتهم، تظهر في وضوح تورّط الاستخبارات الأميركية وأجهزة استخبارات أخرى» في الاعتداء. وتلا رجل دين رسالة من خامنئي خلال التشييع، جاء فيها أن «الشعب عرف أهداف العدو، وتأكد من أن الاستكبار لا يريد أن تتمتع الأمة الإسلامية بالعزة والقوة». وقال إن «الأعداء لا يريدون أن يتحقق اتحاد المسلمين واقتدار العالم الإسلامي، وخائفون من الوحدة الإسلامية»، معتبراً انهم «لا يريدون أن يشهدوا تخصيب اليورانيوم في بلادنا». أما الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد فرأى أن الهجوم الانتحاري «كشفت جرائم أعداء الثورة، وهو مؤشر على ضعفهم وعجزهم». وقال في بيان قرأه نجار خلال التشييع: «بوحدة الشيعة والسنة، لن يُمسّ نظام الجمهورية الإسلامية». وشدد على أن المسؤولين الإيرانيين «سيواصلون مكافحة الظلم والفساد، حتى آخر قطرة من دمائهم»، مطالباً الأجهزة الأمنية والقضائية باعتقال «العناصر الرئيسة المنفذة لهذه العملية الإرهابية، في اسرع وقت ممكن، وإنزال عقاب صارم بهم». في طهران، اعتبر خطيب صلاة الجمعة كاظم صديقي أن منفذي الهجوم «كلفتهم أجهزة أمنية واستخباراتية أجنبية، تنفيذ هذه الجريمة النكراء». وقال: «أجهزة الاستخبارات الأجنبية تحاول بثّ الفرقة وإثارة النعرات الطائفية بين المسلمين». يأتي ذلك فيما واصلت السلطات الإيرانية حملتها على باكستان التي تتهمها بإيواء أعضاء «جند الله»، إذ طالب علي عبد الله نائب وزير الداخلية إسلام آباد ب»التصدي لهذه الممارسات الإرهابية، واتخاذ خطوات تحدّ من تأثير هذه الجماعات الإرهابية داخل الأراضي الإيرانية». وقال: «نطالب باكستان بأن تتصرف بمزيد من الحزم والتعاون في مسألة ضبط الحدود ومنع تنقل هذه الجماعات الإرهابية». وأضاف: «ابلغنا المسؤولين الباكستانيين أن بعض الجهات في بلادهم وبعض المسؤولين المحليين في المنطقة الحدودية داخل باكستان، على صلة بهذه التنظيمات الإرهابية». واتهم عبدالله «بعض المسؤولين المحليين في الحكومة الباكستانية بالضلوع» في تفجير جابهار، مشيراً إلى أن هؤلاء يزودون «الإرهابيين بطاقات تنقل، كما يتدربون في باكستان». في الوقت ذاته، ذكّر حسين ابراهيمي نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني، الحكومة الباكستانية بأن «إيران قدمت لها دوماً مساعدات»، معتبراً أن «نظام الحكم ليس منسجماً في باكستان، إذ يشمل تيارات داعمة للإرهابيين، ونقطة ضعف الحكومة الباكستانية تتمثل في عدم تمكنها من السيطرة على البلاد». وقال: «من الأفضل للحكومة الباكستانية أن تثبت قوتها واقتدارها، وأن تقف أمام الإرهابيين ولو من اجل الحفاظ على سمعتها، لأننا إذا قمنا بالرد بالمثل، سيكلّف ذلك الحكومة الباكستانية غالياً». وأضاف: «لا نريد أن يتضرروا، ونصيحتنا للحكومة الباكستانية أن تقف أمام تغلغل الأجانب في باكستان». على صعيد آخر، أفاد موقع «كلمة» التابع لزعيم المعارضة في إيران مير حسين موسوي، بأن السلطات أفرجت عن عائلة المخرج محمد نوري زاد الذي حُكم بسجنه 3 سنوات ونصف السنة، بتهمة إشاعة دعاية ضد النظام وإهانة قادته. واعتقلت السلطات زوجة نوري زاد ونجله وابنتيه ووالديه وأشقاءه، ساعات بعد استفسارهم عنه، اثر أنباء أفادت بتدهور حاله الصحية في السجن وإضرابه عن الطعام.