قبل 70 يوماً من انتهاء المهلة الممنوحة لمخالفي نظامي العمل والإقامة في «وطن بلا مخالف»، تبدو النتائج الأولية للحملة «مُبشرة»، وفقاً لما عبر عنه مسؤولون من المديرية العامة للجوازات ووزارة العمل والتنمية الاجتماعية. وتساعد الحملة المخالفين في مغادرة البلاد من تلقاء أنفسهم، وإعفائهم من الرسوم والغرامات المترتبة على مخالفتهم للأنظمة، وكذلك الإعفاء من الأثر النظامي لبصمة «مرحل»، ما يتيح لهم العودة إلى البلاد لاحقاً في شكل قانوني. وتستهدف الحملة، التي تشارك فيها 19 جهة حكومية، خروج مليون مخالف على الأقل، خلال الأشهر الثلاثة للمهلة، التي انقضى منها 20 يوماً، فيما أسهمت حملة أطلقت قبل أربعة أعوام، في إخراج، وتصحيح أوضاع أكثر من 5.5 مليون مقيم غير شرعي. وعبر حسابها في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، تخاطب المديرية العامة للجوازات، منذ بدء «وطن بلا مخالف»، المخالفين بلغات مختلفة، منها: الإنكليزية، والأوردية، والإندونيسية، وغيرها، إضافة إلى العربية، لتوعيتهم عبر تغريدات يومية بكيفية إفادتهم من الحملة، التي انطلقت في ال29 من آذار (مارس) الماضي. وأسفرت الحملة عن توافد أعداد كبيرة من المخالفين على مقار «الجوازات». ويستقبل 78 موقعاً في المناطق ال13 أعداداً كبيرة من الوافدين يومياً، وهي موزعة على: عشرة مواقع في الرياض، وسبعة في القصيم، و12 في مكةالمكرمة، وموقعين في الباحة، وثلاثة في عسير، وأربعة في كل من المدينةالمنورة والحدود الشمالية، وموقعين في جازان، وثلاثة في حائل، وخمسة في نجران، وأربعة في الجوف، وستة في تبوك، و16 موقعاً في الشرقية. بدوره، أوضح المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي أن 19 جهة حكومية تسهم في نجاح الحملة، من خلال حملات تفتيش تقوم بها بمساندة الأجهزة الأمنية. وفي السياق ذاته، توقع المدير العام لفرع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية في القصيم تركي المانع أن تسهم هذه الحملة في إخراج مليون مخالف على الأقل، مبيناً أنها الحملة الثانية التي تنفذها المملكة خلال الأعوام الأخيرة، واستهدفت الأولى عام 2013 المقيمين غير الشرعيين، ومن يعملون في غير المهن التي استقدموا لأجلها، وطاول الترحيل خلالها أكثر من 2.5 مليون مقيم غير شرعي، وجرى تصحيح أوضاع حوالى ثلاثة ملايين وافد. وأشار المانع إلى أن هذا الأمر كفيل بأن «ينعش اقتصاد الشركات والمؤسسات ويحمي المشاريع الصغيرة من العمالة السائبة ويخفض معدل البطالة، ويصنع بيئة حضارية اجتماعية اقتصادية آمنة». بدوره، قال مدير إدارة جوازات الرس المقدم محمد الصايغ، أول من أمس (الأحد): «إن الإعفاء من الغرامات المالية والنظامية خلال مدة الحملة، وعدم تسجيل بصمة مرحل للمخالف أدى إلى مبادرة كثير من الوافدين بتسليم أنفسهم ومغادرة المملكة». رياضيون ومكاتب استقدام تتعاون ولقيت الحملة تفاعلاً من جهات أهلية، ومنها رابطة دوري المحترفين السعودي، التي أعلنت دعمها أهداف الحملة، عبر تغريدة بحسابها في «تويتر» أمس، مغردة أن «رابطة دوري المحترفين، بالتعاون مع ناديي الهلال والأهلي، تدعم الحملة الوطنية الشاملة «وطن بلا مخالف»، مرفقة صورة للاعبي الناديين يحملون شعار الحملة. وعقدت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، بالتعاون مع الأمن العام، لقاء مع شركات الاستقدام العاملة في السوق السعودية أخيراً، لمناقشة دور الأخيرة في الحملة. وأكد وكيل الوزارة عدنان النعيم أن شركات الاستقدام لها دور مهم في الحملة، إذ تعمل في السوق السعودية 30 شركة استقدام، وينتشر 450 فرعاً لها في جميع المناطق، ويبلغ متوسط نسبة التوطين لديها نحو 70 في المئة، ونسبة المخالفات لديها قليلة. فئات تستفيد من الحملة و«وطن بلا مخالف»، التي وافق على إطلاقها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، تسعى لتسوية أوضاع مخالفي نظام الإقامة والعمل وأمن الحدود، ومساعدة من يرغب في إنهاء مخالفته، وإعفائه مما يترتب عليه من عقوبات ودعا ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، خلال تدشينه الحملة، المخالفين إلى أن «ينتهزوا الفرصة خلال المهلة الممنوحة لهم، وأن يتعاون الجميع على تحقيق أهدافها»، موجهاً «الجهات المعنية بتسهيل إجراءات من يبادر بالمغادرة خلال المهلة المحددة، بإعفائه مما يترتب عليه من عقوبات». والمستفيدون من الحملة هم المتأخرون عن المغادرة من القادمين بتأشيرة حج وعمرة وزيارة وعبور (مرور)، وأصحاب الإقامة المنتهية قبل تاريخ إعلان بداية المهلة، ومن عليه مخالفة حج من دون تصريح، ومن عليه بلاغ تغيب عن العمل (هروب)، والمتسللون إلى المملكة. وتشمل أيضاً العمالة السائبة، التي تحمل إقامة نظامية وليس عليها بلاغ هرب، وترغب في الإفادة من المهلة، لعدم معرفة صاحب العمل، والوافدين المخالفين لدى المؤسسات والشركات الموجودة في النطاق الأحمر.