عاد الصوت النسائي في ملتقى المبتعثين السادس مرةً أخرى إلى الظهور، بعد أن خفت وغاب لأيام في دهاليز مشكلات الرجال التي طغت على أيام الملتقى كبطاقات «الفيزا»، وأوامر الإركاب، ونسب القبول الأكاديمي، فظهرت خلال مداخلات اليوم ما قبل الأخير (أمس) أصوات نسائية عدة تستجدي مسؤولي الابتعاث إعادة النظر و«تقنين» مسائلهن المختلفة والمعقدة وفق وجهة نظرهن، خصوصاً مشكلتي «المحرم» و«السكن» اللتان باتتا تشكلان ثقلاً كبيراً على المبتعثات في طريق ابتعاثهن. والتقت «الحياة» في أحد ممرات الخروج الخاصة بالملتقى السادس المنعقد حالياً في جدة طالبتين سعوديتين مبتعثتين إلى أميركا، (فضلتا عدم ذكر اسميهما) فأكدتا أن قضية إيجاد المحرم للمبتعثة أصبح هماً لغالبية الطالبات المبتعثات، خصوصاً أن معظمهن يرغبن في إكمال دراستهن من دون الدخول في متاهات الارتباط الأسري كالزواج وخلافه، مشددتين على أهمية أن تأخذ الوزارة هذه المشكلة في الاعتبار والحل المباشر. واعتبرتا أن معظم الطالبات المبتعثات خصوصاً من حاملات الشهادة الثانوية العامة يعتبرن الزواج والارتباط الأسري عائقاً كبيراً في طريق إكمالهن دراستهن، خصوصاً في بلد الدراسة، كون ارتباطهن بشركاء آخرين يعني إضافة مسؤوليات على عواتقهن، إلى جانب مسؤوليتهن الأساسية وهي الدراسة والتحصيل العلمي. ولفتتا إلى أن مشكلة المحرم ليست وليدة اللحظة أو اليوم، إنما بدت في الظهور منذ ست سنوات، وتحديداً مع بدء إقرار برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، مشيرتين إلى أن كثيراً من الطالبات المبتعثات تعثرت فرصهن في السفر نظراً إلى عدم وجود محرم لهن، أو إلى عدم رغبتهن في مرافقة أحد معهن أصلاً. يذكر أن وجود «المحرم» يعتبر شرطاً رئيساً ومن الشروط المنصوص عليها قبل وزارة التعليم العالي للطالبة التي ترغب في الالتحاق ببرنامج الابتعاث الخارجي، إضافةً إلى أن ابتعاث أي طالبة ينهى مباشرة إذا ثبت أن محرمها غير موجود معها في مقر البعثة مهما كانت الأسباب. وبدا تهافت الطلاب السعوديين المرشحين للابتعاث إلى أميركا أمس كبيراً على مراكز الإرشاد والتوجيه المنتصبة فوق مسرح ملتقى الابتعاث السادس وهم يحاولون الحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات والأجوبة لأسئلتهم واستفساراتهم الملحة، خصوصاً وأن شمس ملتقاهم دنت من الغروب، ولم يبق فيها سوى ساعات قليلة، وقرب اختتام أعماله التي استمرت أسبوعاً كاملاً. ويقول الطالب المبتعث خالد الفضلي (يحمل شهادة «البكالوريوس») وينوي إكمال درجة الماجستير: «إننا بتنا نسابق الساعات في سبيل الحصول على كل ما ينقصنا من معلومات خصوصاً ما يتعلق بكيفية الحصول على بعض الإجراءات كبطاقات «الفيزا»، وأوامر الإركاب، مشيداً بالتعامل الحسن الذي تبديه الوزارة ولجان المبتعثين معنا كطلاب من طريق تقديمها للمعلومات المطلوبة من دون أي تكلف أو إحجام. وشدد على أن معظم المعلومات التي يبحث عنها الطلاب تتركز حول الإجراءات الخاصة بالسفر، والتعامل مع القنصليات لاستخراج أوراق الموافقة، إضافةً إلى كيفية التعامل مع المكاتب الخاصة بتسهيل إجراءات السفر والمراسلات التي تتم بينها وبين الطلاب. وأوضح أن الملتقى وفر الكثير من طرائق الإرشاد والتوجيه، من كتيبات ونشرات توعوية، كما أنه حرص على إحضار نخبة جيدة ومهمة من رجالات العلم والمعرفة الذين استطاعوا نقل الصورة التي ينبغي للطالب أو الطالبة أن يتحلى بها في بلاد الغربة من خلال محاضرات يومية ومتواصلة.