بدأت المعارضة الجورجية تنفيذ تهديدها بتصعيد حملتها الهادفة الى إجبار الرئيس ميخائيل ساكاشفيلي على التنحي عن السلطة. واتسع نطاق المواجهة بين الطرفين أمس، عندما دعا قادة التحالف المعارض أنصارهم لقطع الطرق الرئيسية ومحاصرة مطار تبليسي، فيما شدد ساكاشفيلي على تمسكه بالبقاء في منصبه حتى انتهاء ولايته الدستورية في العام 2013. وحض زعماء المعارضة أنصارهم أمس، على الالتزام بسلمية التحرك وعدم اللجوء الى استفزازات، لتجنب محاولات السلطة قمع التحركات بالقوة. وقال ديفيد غامكرليدزة وهو أحد زعماء التحالف المعارض ان التوجه الى محاصرة المطار يهدف الى زيادة الضغط على ساكاشفيلي، وأشار غامكرليدزة إلى نجاح تحركات المعارضة خلال الاحتفال بعيد الاستقلال في جورجيا أول من أمس. وكانت المعارضة قامت الثلثاء ب «عرض قوة» يعد الأكبر من نوعه منذ انطلاق تحركاتها الهادفة الى إسقاط الرئيس في التاسع من نيسان (أبريل) الماضي، إذ نزل إلى الشوارع عشرات الآلاف من الأشخاص وشلوا الحركة في الميدان الرئيسي في تبليسي والمناطق المحيطة به، ثم توجه مئات منهم إلى محطة قطارات تبليسي وحاصروها وعطلوا حركة القطارات فيها لمدة ساعتين، في خطوة وصفها غامكرليدزة بأنها «تحذيرية»، وقال ان المعارضة توجه بهذه الطريقة «آخر الرسائل الى ساكاشفيلي ليفهم درجة تصميمها على مواصلة تحركاتها حتى تقديم استقالته طوعاً». وأدت تحركات المعارضة الميدانية الى تقليص النشاطات التي كانت الحكومة قررتها للاحتفال بعيد الاستقلال، وأعلن ساكاشفيلي ليل الثلثاء - الأربعاء انه «لن يرضخ لمطالب غير مشروعة وسيبقى في منصبه حتى انتهاء ولايته الدستورية في العام 2013». وكانت المعارضة الجورجية جمدت تحركات أنصارها موقتاً بعد الإعلان قبل أسبوعين عن إحباط محاولة انقلابية نفذها عسكريون جورجيون. وفتح ساكاشفيلي بعد التطور جولة حوار مع زعماء المعارضة انتهت إلى الفشل بسبب إصرار المعارضة على مطلب مغادرته منصبه. وأعلنت رئيسة البرلمان السابقة نينو بورجانادزة التي تعد أبرز زعماء التحالف المعارض حالياً، أن ساكاشفيلي الذي وصفته بانه «مصدر عدم الاستقرار» حصل على «فرصته الأخيرة للتوصل إلى تسوية يغادر معها منصبه في شكل طوعي»، مؤكدة أن قوى المعارضة «لن تستسلم ولن تخضع لابتزازات السلطة وستواصل تحركاتها حتى تخليص البلاد من حكمه».