عبّرت الدكتورة أروى السيد، التي تعد أول من بدأت بإجراء عمليات زراعة الأسنان وأول طبيبة سعودية وعربية تحصل على درجة التفوّق في تخصص جراحة اللثة، عن اعتزازها بهذه الثقة الملكية. وقالت ل «الحياة» أمس: «إن التكريم يعني لي مسؤولية عظيمة وشرفاً كبيراً، فالإنسان في هذا الوطن يجب أن يسهم في نموه ولو بجزء بسيط، ومسؤوليتي تجعلني أتابع وأواصل العمل والبحث أكثر لأفي هذه الدولة شيئاً من حقها»، مضيفة أن المرأة السعودية تحصل على احترام وتقدير ربما لا تحصل عليه أي امرأة في العالم، والملك عبدالله بن عبدالعزيز أتاح للمرأة فرصة يجب أن تستغلها، وقدّم لها كل تقدير وتكريم ودعم لا محدود. وذكرت السيد أن المرأة متى ما تمكّنت من زرع الثقة في نفسها، وصبرت على عثرات الحياة، فهي بالتأكيد ستحقق الإنجازات مثلها مثل الرجل وربما تفوقت عليه، ولاسيما أن النساء يواجهن أدواراً كثيرة في الحياة سواءً في العمل أو كزوجة أو أم أو ربة بيت، مضيفة أن «المرأة المبدعة في عملها يجب أن تكون كذلك كزوجة وأم وربة بيت، على رغم أن ذلك يزيد العبء عليها، ولكنها تستطيع أن توازن بين عملها وبيتها، ولديها قدرة أكبر من الرجل على التحمّل، وأن تكون ناجحة على جميع الأصعدة»، مؤكدة أن من مشكلات المرأة عدم وصول صوتها في بعض الأحيان إلى المسؤولين الذين لن يقصّروا في الدعم متى ما وصلت إليهم الصورة الحقيقية، داعية إلى «فتح باب فرص العمل بشكل أكبر للفتاة السعودية». وقالت: «لم أتوقّع أن أنال الوسام، ولكن عندما بدأت في بحثي كان هدفي أن أنهي مشكلة يعاني منها كثير من المرضى»، مضيفة: «البحث استغرق أكثر من خمسة أعوام، أجريت خلالها بحثاً على 1200 مريض سعودي»، مبيّنة أنها بدأت بالتطبيق العملي، «ولم نعد نرى هذه الانتفاخات لدى مرضى زراعة الكلى بنسبة تصل إلى 99 في المئة... وأخذ مني إجراء الاختبارات وقتاً بسبب إرسال العينات إلى معاهد بريطانية متخصصة في إجراء الاختبارات»، كاشفة أنها في صدد تسجيل إنجازها عالمياً لدى جهة متخصصة في كندا. وحققت الدكتورة السيد عدداً من الإنجازات الطبية والعلمية، لعل من أبرزها أنها تعدّ أول من بدأ بإجراء جراحة زراعة الأسنان، كما أنها أول طبيبة سعودية وعربية تحصل على درجة التفوّق في تخصص جراحة اللثة، وأسهمت في إنشاء ورئاسة أول برنامج زمالة سعودية بالتخصص الدقيق في زراعة الأسنان، إضافة إلى قيامها بتطوير وتحسين نظام زراعة الأسنان الكندي، مشيرة إلى أن الفرصة سنحت لها لإكمال دراستها العليا في الخارج بعد تخرجها في جامعة الملك سعود، إذ قضت تسعة أعوام لإكمال دراستها العليا والتدريب في 5 جامعات بين كندا وبريطانيا. وكشفت السيد أن «من أبرز الأشياء التي أعطتني دفعة هائلة لأنجح في مجال تخصصي هي دموع أبي وأمي عند مغادرتي الرياض لمواصلة دراستي، فصمتت على ألا أعود إلا بشيء يرفع رأسيهما... وأن أحوّل تلك الدموع الحزينة إلى دموع مليئة بالفرح». وقدمت نصيحتها إلى بنات جنسها من اللاتي يدرسن حالياً في الخارج، بأن تُظهر الفتاة السعودية الوجه الحسن للمرأة المسلمة: «أنا كنت أحاول أن أنقل لهم كيف تتعامل المرأة المحجبة المسلمة من خلال المعاملة الطيبة والإخلاص والتفاني في الدراسة، وعند مغادرتي آخر جامعة درست فيها في كندا بكت كثير من صديقاتي لأني سأغادرهن».