أشارت الإحصاءات الطبية السعودية إلى أن 58 في المئة من حالات الإصابة بسرطان المبيض تُكتشف في مراحل متقدمة، في مقابل 42 في المئة من الحالات تُكتشف في مراحل مبكرة، بحسب ما قال الدكتور إسماعيل شحادة في ورشة عمل. وأضاف الدكتور شحادة، خلال مشاركته في ورشة عمل طبية بعنوان «الوضع الحالي والحلول المستقبلية لسرطان المبيض» التي نظمتها شركة «استرازينيكا» في شباط (فبراير) الماضي، أن الوعي الصحي ضرورة ملحة في ظل انتشار أمراض السرطان التي تصيب النساء، مؤكداً أن الإحصاءات تشير إلى أن «حوالى 15 في المئة من حالات سرطانات المبيض تحدث بسبب وجود طفرة جينية موروثة، وأمام هذا الواقع نسعى إلى توفير المعلومة الطبية بكثافة للجهات ذات العلاقة والمجتمع». وعن الأسباب الطبية التي تحول دون اكتشاف المرض في مراحله الأولى واقتصار التشخيص في مرحلة متقدمة، قال البروفيسور المشارك في كرسي أبحاث علم الأورام في جامعة أدنبرة تشارلز غورلي: «الخلايا السرطانية لا تنشأ من المبيض في النساء كما يعتقد، بل تتكون في قناة فالوب، وهي بنية مفتوحة بحيث يمكن للخلايا السرطانية أن تزرع نفسها حول البطن والحوض لتنتشر بعدها في المبيض، وعلى هذا النحو فإنه من الصعب جداً اكتشاف هذه السرطانات في مرحلة مبكرة»، مؤكداً أن النصيحة الأهم دائماً هو أنه على المرأة طلب المشورة الطبية فوراً في حال لاحظت ظهور انتفاخ في ناحية البطن وبشكل متكرر لأكثر من أسبوع. وأشار البروفيسور غورلي، إلى أن هناك «خيارات عدة تعتمد على تشخيص الطبيب المعالج، ويعد العمل الجراحي الأكثر شيوعاً، إذ يجري استئصال كامل الورم في حال كان ظاهرياً، بالإضافة إلى العلاج الكيماوي ثم العلاج السريري، وحديثاً اكتشف الطب طريقة تعتمد على معالجة الحمض الوراثي المسبب لمرض سرطان عبر مثبطات PARPi، أو علاج antiangiogenic، أو بالعلاج الهرموني وغيرها من العلاجات الجديدة التي ما زالت ضمن مرحلة التجارب السريرية، بما في ذلك المناعية». وأوضح أنه ليس هنالك اختلاف في طريقة علاج المصابات تحت سن ال40 والنساء الأكبر سناً، فما زال استئصال المبيض جراحياً هو الإجراء الوحيد الذي يمنع من تطور سرطان المبيض. لافتاً إلى بعض الأمور التي من شأنها المساعدة على تخفيف انتشاره مثل الرضاعة الطبيعية أو الإنجاب أو حتى تناول حبوب منع الحمل. من جهته، أكد رئيس القسم استشاري أمراض النساء والأورام في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية التابعة للحرس الوطني الدكتور فيصل الصافي، على أهمية زيادة الوعي بين جميع النساء في المجتمع في ما يتعلق بالاهتمام بالصحة وطلب المشورة الطبية في حال وجود أي أعراض متكررة قد ترتبط بالأمراض الخطرة التي يصعب تشخصيها خلال مراحلها الأولى مثل مرض سرطان المبيض، مبيناً أن هذا النوع من السرطان يمثل حوالى أربعة في المئة من جميع حالات السرطان التي تصيب النساء في العالم. ولفت إلى أن «الطب لم يتمكن من معرفة المسبب الرئيس للمرض حتى الآن، ولكن توجد عوامل تؤدي إلى زيادة احتمالية الإصابة به مثل التاريخ العائلي للمرض». وبيّن الدكتور الصافي أنه في إمكان المرأة اتخاذ خطوات احترازية للكشف عن مدى قابلية إصابتها بمرض سرطان المبيض ومنع تطوره، إذ تُنصح المرأة التي لديها تاريخ عائلي مع أي نوع من السرطان بإجراء فحص الجين المتحوّر «BRCA 1& 2» لتحديد إمكان الإصابة بهذا المرض، داعياً إلى إطلاق حملات لتشجيع السيدات على إجراء فحص الجين المتحّور حتى لو لم يكن لدى عائلتها تاريخ مع مرض السرطان. وأكد الدكتور الصافي أنه في الوقت الراهن ما زال علاج مرض سرطان المبيض يتم عبر طريقين فقط، هما العمل الجراحي والعلاج بالكيماوي، موضحاً إلى أن الخطوات والإجراءات الاحترازية اللازم اتخاذها من أجل حياة صحية ترتبط بمدى الوعي بأهم الخطوات التي تساعد على تقليل نسبة الإصابة بسرطان المبيض غير الوراثي. وأشار إلى وجود عدد من العوامل التي من شأنها زيادة قابلية تعرّض الجسم لمرض السرطان مثل قلة الاهتمام بالصحة والعادات اليومية الخاطئة في ما يتعلق بصحة البدن، بالإضافة إلى التدخين وتناول المشروبات الكحولية.