أسرة تعيش على الكفاف، معتمدة بعد الله في لقمة عيشها على راتب أحد أبنائها الذي لا يتجاوز (3000 ريال). قد يكون هذا المبلغ مقبولاً لدى بعض الأسر قليلة العدد، ولكنه مع ضآلته يذهب فقط لإطعام 14 فرداً معظمهم من الصغار. وما يزيد من حجم معاناة هذه الأسرة ظروف الأب الصحية القاسية. فأبو عادل رب الأسرة ذو ال(65 عاماً)، والذي يعول أسرته، أجبرته الديون وهموم الحياة على رهن بيته المتواضع لأحد الأشخاص ب(400 ألف ريال). لكن أبا عادل الكفيف في أمس الحاجة إلى المساعدة، فهو عاجز وعلاوة على ذلك يعيش في عالم مظلم، ومع ذلك يمنعه كبرياؤه وأنَفَتُه من مد يده إلى الآخرين. وعلى رغم معاناته وفق تقرير طبي من «فقدان كامل للبصر»، بعد صراع طويل مع الأمراض، ما منعه من العمل ومتابعة الحياة بطريقة طبيعية، إلا أنه وحتى وقت قريب كان يعمل ليسد رمق أطفاله. ويقول ل«الحياة»: «ابني يعمل براتب ضئيل جداً، ولا يحمل إلا الشهادة الثانوية، ولكن محدودية الراتب لم تساعدنا في تحقيق حد أدنى من معيشة كريمة». ويضيف: «ابني الأكبر مهدد بالسجن في غضون الأيام القليلة المقبلة، فقد كفلني بهذا المبلغ»، مشيراً إلى أنه سبق وأن سجن مرات عدة بسبب ديونه المتراكمة. أكثر ما يخشاه أبو عادل أن يتوفاه الله قبل أن يسدد دينه، موضحاً أن التفكير في هذا الأمر يجعله يعيش في دوامة وصراع مع الحياة.