سيول، بكين، موسكو – أ ب، رويترز، أ ف ب - رجحت سيول أمس، ان تكون بيونغيانغ تملك منشآت سرية لتخصيب اليورانيوم، فيما وضعت موسكو قواتها في حال تأهب في أقصى شرق البلاد، بسبب ارتفاع التوتر في شبه الجزيرة الكورية. في غضون ذلك، اعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية ان الرئاسة قبلت استقالة قائد الجيش الجنرال هوانغ ايوي - دون من منصبه. وتأتي استقالة هوانغ بعد أنباء أفادت بأنه حقق أرباحاً في شكل مشكوك فيه من صفقة عقارات، وهذا ما ينفيه الجنرال. وتشكّل هذه الاستقالة ضربة للجيش الكوري الجنوبي الذي يواجه انتقادات، بسبب ما اعتبره الرأي العام رداً ضعيفاً على قصف كوريا الشمالية جزيرة جنوبية الشهر الماضي. الى ذلك، نقلت صحيفة «شوسون إلبو» الكورية الجنوبية عن مصدر استخباراتي في سيول قوله ان «منشأة تخصيب اليورانيوم في (مجمّع) يونغبيون التي كشف عنها الشمال للخبير النووي الاميركي سيغفريد هيكر، ليست من المواقع الثلاثة او الأربعة التي تأكدت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة من وجودها». وأضاف: «تأكدنا من أن اختبارات تخصيب اليورانيوم التي يجريها الشمال منذ بعض الوقت، كانت في مواقع منفصلة». يأتي ذلك بعد ترجيح هيكر أن تكون المنشأة في يونغبيون، «مخصصة لإنتاج الوقود لاستخدامه في مفاعل نووي، وليس لإنتاج القنابل». لكنه كتب في مجلة «فورين افيرز»: «من المحتمل جداً وجود منشأة أخرى موازية، قادرة على انتاج اليورانيوم العالي التخصيب في البلاد». وعلّق وزير الخارجية الكوري الجنوبي كيم سنغ هوان على تقرير الصحيفة، قائلاً: «تلك المعلومات تستند الى معلومات استخباراتية، ونتابع هذه المسألة منذ فترة. لا أستطيع تأكيد تلك المعلومات، لكنني أعتقد شخصياً ان افتراضات الدكتور هيكر ممكنة». وجدد مطالبة الصين بأن تمارس قدراً أكبر من النفوذ على كوريا الشمالية، «بصوت أكثر وضوحاً». تزامن ذلك مع إعلان بكين أن مبعوثها إلى كوريا الشمالية داي بينغوو حصل على تأييد بيونغيانغ «لتحلي كلّ الأطراف بالهدوء وضبط النفس، وأن تلتزم موقفاً يتسم بالمسؤولية للحيلولة دون تصاعد التوترات، وأداء دور إيجابي في الحفاظ على السلام والاستقرار في شبه الجزيرة». وقالت الناطقة باسم الخارجية الصينية جيانغ يو: «يعتقد الجانبان أن عملية المحادثات السداسية يجب أن تمضي قدماً، وأن يكون هناك سعي الى نزع الأسلحة في شبه الجزيرة». في غضون ذلك، أعلن رئيس الأركان الروسي الجنرال نيكولاي ماكاروف أن موسكو «اتخذت إجراءات لتعزيز جهوزية قواتنا» في أقصى شرق البلاد، بسبب ارتفاع التوتر في شبه الجزيرة الكورية، مضيفاً ان الجيش «يواصل مراقبة الوضع». يأتي ذلك بعدما أبلغ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نظيره الكوري الشمالي باك اوي شون الذي يزور موسكو، «قلقه العميق ازاء زيادة التوتر العسكري والسياسي في شبه الجزيرة الكورية، وحيال معلومات تحدثت عن القدرات الصناعية لتخصيب اليورانيوم في يونغبيون». واعتبر لافروف أن الهجوم الكوري الشمالي على الجزيرة الجنوبية «يستحق التنديد»، داعياً بيونغيانغ الى احترام قرارات مجلس الأمن واستئناف المحادثات السداسية.