دعا رئيس الديبلوماسية المغربية الطيب الفاسي الفهري إلى تسريع خطوات الحل السياسي لنزاع الصحراء. وقال الفاسي الفهري عشية بدء الجولة الجديدة للمفاوضات غير المباشرة الخاصة بنزاع الصحراء، في 16 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، إن الأهم هو «التوصل في أفضل الآجال الممكنة إلى تسوية النزاع الإقليمي»، ورهن ذلك بمعاودة إجراءات بناء الثقة لتفعيل الاتحاد المغاربي المتعثّر منذ ما يزيد على عقد ونصف العقد. وأضاف الوزير المغربي في مؤتمر صحافي في بروكسيل، عقب اختتام أعمال لجنة الشراكة بين المغرب والاتحاد الأوروبي، أن المحادثات شكّلت فرصة ملائمة لإطلاع الشريك الأوروبي على تطورات نزاع الصحراء، بخاصة جهود الموفد الدولي كريستوفر روس الذي يرعى مسلسل المفاوضات الجارية بين المغرب وجبهة «بوليساريو» في حضور كل من الجزائر وموريتانيا كطرفين مراقبين. وعرض الفاسي الفهري إلى أعمال اللجنة النيابية التي شكّلها البرلمان المغربي لتقصي الحقائق حول أحداث العيون التي أدت إلى مقتل أفراد من القوات المغربية، على اثر تدخلها لتفكيك مخيم للنازحين الصحراويين في ضواحي العيون. وقال الوزير الفاسي الفهري: «الضحايا معروفون وقد تعرضوا لاعتداءات بربرية عنيفة من أشخاص تسللوا إلى ذلك المخيم»، وأكد أن المخيم كان مفتوحاً وأن «ما بين 600 وألف سيارة كانت تدخله يومياً، في ظل تأمين الغذاء والدواء ومتطلبات العيش». إلى ذلك، أفادت المصادر بأن لجنة تقصي الحقائق بدأت بالاستماع إلى إفادات المسؤولين والمنتخبن المحليين وممثلي السكان حول أحداث العيون، فيما زادت حدة الجدل بين فاعليات حزبية حول المسؤولية عن الأوضاع التي أدت الى إقامة مخيمات النازحين. وستواصل اللجنة أعمالها بالاستماع إلى أعداد من الشهود والضحايا قبل أن ترفع تقريراً تفصيلياً إلى البرلمان. وكانت خلافات احتدت بين البرلمان المغربي ونظيره الأوروبي الذي طالب بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة في أحدث العيون برعاية الأممالمتحدة. غير أن عقد أعمال لجنة الشراكة المغربية - الأوروبية، يشير إلى رغبة المغرب والاتحاد الأوروبي في تجاوز تلك الخلافات. ومن المقرر أن يزور وفد نيابي مغربي العواصم الأوروبية لتقديم وجهة نظر بلاده حول خلفيات وتداعيات أحداث العيون. ووصف نائب رئيس الوزراء وزير خارجية بلجيكا ستيفن فانكير اجتماعات مجلس الشراكة المغربي - الأوروبي بأنها «أكدت اقتناعنا الكبير بأن المغرب يضطلع بالدور المحرك في المنطقة». وقال فانكير الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي، إن هذه الشراكة «ستؤدي في شكل بديهي إلى خطة عمل جديدة بدأت المفاوضات في شأنها». ورأى أن الأمر يتعلق بتكريس المزيد من الانفتاح الاقتصادي وضمان التنمية المستدامة، مؤكداً التزام الاتحاد الأوروبي المضي قدماً في دعم «الوضع المتقدم» للمغرب في علاقاته والاتحاد الأوروبي. واعتبر الوزير البلجيكي أن الاتحاد الأوروبي يولي أهمية بالغة لمسلسل المفاوضات الجارية حول الصحراء برعاية الأممالمتحدة. وقال: «الاتحاد يؤيد تسوية النزاع ويدعم خيار المفاوضات». وأضاف: «اخترنا دعم وتعزيز مسلسل المفاوضات في إطار متكامل». إلى ذلك، أشاد البيان الختامي للاجتماع بجهود المغرب في النهوض بأوضاع حقوق الإنسان والحريات الأساسية. وكذلك اختياره اقامة نظام جهوي يمنح كافة أقاليم البلاد صلاحيات أوسع في تدبير الشؤون المحلية.