استغل رئيس الحكومة المقالة التي تقودها حركة «حماس» في قطاع غزة اسماعيل هنية احتشاد عشرات الآلاف من أنصار الحركة في ذكرى انطلاقتها ال 23، لتوجيه رسالة الى حركة «فتح» مفادها أن تقدّم «حماس» نحو المصالحة رهن بتقدم الثانية نحوها. وفي الوقت نفسه، اكد هنية ان الحركة لن تعترف بإسرائيل مطلقاً. وقال هنية في كلمة له أمام الآلاف من أنصار «حماس» احتشدوا في ساحة الكتيبة غرب مدينة غزة أمس: «نحن نتقدم نحو المصالحة بقدر تقدم فتح نحوها، ونهتم بها بقدر اهتمام فتح بها، ولن نلهث وراء المصالحة»، في إشارة سلبية الى انسداد أفق عودة اللحمة للشعب الفلسطيني. ووجّه هنية رسائل أخرى في اتجاهات عدة، من بينها اسرائيل في شأن حرب محتملة جديدة على قطاع غزة أو الحصار المحكم عليه منذ سنوات طويلة. وشدد على أن «حماس» تأخذ التهديدات الإسرائيلية «على محمل الجد»، مجدداً «عدم اعتراف الحركة بإسرائيل على رغم الضغوط الخارجية والداخلية» للاعتراف بها. وأضاف: «قلناها قبل خمس سنوات ونقولها اليوم... لن نعترف... لن نعترف... لن نعترف بإسرائيل». وبدا أن هنية أراد توجيه رسالة الى الحركة وأنصارها مفادها أنه تراجع عن تصريحات له مع مراسلي وسائل إعلام غربية قبل اسبوعين بأن الحركة تقبل نتائج أي استفتاء على أي اتفاق يتوصل له المفاوضون الفلسطينيون مع اسرائيل، حتى لو كانت نتائجه تخالف قناعات الحركة. وقال: «لا مستقبل لإسرائيل على أرض فلسطين... وأقصد بأرض فلسطين من النهر (شرقاً) الى البحر (غرباً)، ومن الناقورة (شمالاً) الى رفح» جنوباً. واعتبر هنية من على منصة مرتفعة زيّنت حوافها بما يشبه أسوار مدينة القدسالمحتلة ومن خلفه مجسم للمسجد الأقصى، أن «حماس تتقدم بقوة نحو مواقع القوة والوحدة»، وأن الحركة «تقدّم اليوم رسالة قوة ايجابية وتحدٍّ للاحتلال ومن يدعمه». وتوقع أن تحصل الحركة في الانتخابات التشريعية المقبلة على «نسبة أعلى من النسبة التي حصلت عليها في الانتخابات الأخيرة في الضفة الغربية وقطاع غزة»، مع العلم ان شعبيتها تتراجع بسبب الكثير من الممارسات والأخطاء التي ترتكبها في القطاع. وجدد نفي «حماس» بأن عدم التوقيع على الورقة المصرية للمصالحة راجع الى «قرار ايراني أو سوري أو إقليمي»، معتبراً أن الحركة «تتمتع باستقلالية القرار». ووجه رسالة في هذا الشأن لتأكيد أن قرار الحركة المستقل «ينبع من هنا من غزة والمقاومة». واتهم «فتح» بأنها لا تملك قراراً مستقلاً و «تنتظر الإشارة الأميركية» للتوصل الى المصالحة. ودعا عضو المكتب السياسي لحركة «الجهاد الإسلامي» الدكتور محمد الهندي السلطة الفلسطينية إلى «الاحتكام إلى خيارات الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي ونبذ خيارات المفاوضات العبثية». وقال في كلمة باسم فصائل المقاومة خلال المهرجان إنه في حال «أرادت السلطة أن تحافظ على ما تبقى من القضية الفلسطينية، فعليها وقف لعبة الخداع السياسي والمفاوضات في كل أشكالها المباشرة وغير المباشرة، التي تُسلم بأن 80 في المئة من الوطن ليس لنا وتدين المقاومة وتحاكم قادتها». واعتبر أن السلطة التي «تتبنى نهج التسوية مع الاحتلال باتت عبئاً وطنياً أو أكذوبة كونها تحاكم نضالات شعبها وتعتبرها إرهاباً». وفي خصوص المصالحة، شدد على أن «على الجميع أن يستشعر المخاطر المحيطة بالقضية الفلسطينية، والإحساس بالمسؤولية الوطنية بعيداً من الانحياز الحزبي لأي فصيل كان». ودعا إلى إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وفقاً لإعلان القاهرة عام 2005، والبدء في شكل جدي في مصالحة حقيقة، تنظر إلى مصالح الشعب الفلسطيني وتطلعاته المستقبلية.