استوكهولم، لندن - أ ف ب، يو بي آي - عززت الشرطة السويدية إجراءاتها الأمنية في العاصمة استوكهولم أمس، فيما واصل المحققون بحثهم عن شركاء محتملين للانتحاري تيمور عبد الوهاب المسؤول عن تفجير كان يمكن أن يوقع مجزرة بين المتسوقين قبل أعياد الميلاد ورأس السنة. وقال الناطق باسم شرطة استوكهولم كيل ليندغرين: «لم يتم رفع مستوى التهديد، ولكن بعد ما حدث، نعتقد أن سكان استوكهولم يحتاجون الى رؤية مزيد من رجال الشرطة منتشرين في العاصمة، وان يتمكنوا من التحدث معنا عن هذا الحادث الخطر جداً الذي وقع». وأضاف: «لدينا قوة إضافية من حوالى 40 ضابط شرطة إضافة الى متطوعين منتشرين في الشوارع وقطارات الأنفاق ومحطات القطارات ومراكز التسوق وفي كل مكان مكتظ لكي يكون تواجدنا ظاهراً وملموساً». وكان تيمور عبد الوهاب الذي أعلن موقع «شموخ الإسلام» انه منذ الهجوم، الشخص الوحيد الذي قتل السبت عندما فجر سيارة مفخخة ثم فجر نفسه في شارع مكتظ بالمارة في وسط استوكهولم. وأصيب شخصان آخران بجروح في تفجير السيارة. وكان تيمور يحمل كمية كبيرة المتفجرات ويعتقد انه فجر كمية صغيرة منها بالخطأ، مما أدى الى مقتله قبل أن يتمكن من تنفيذ ما يبدو أنها مهمة «لقتل أكبر عدد من الناس»، كما أفاد توماس ليندستراند كبير المدعين للقضايا الأمنية. وأعلنت وكالة الاستخبارات السويدية أنها أطلقت «تعاوناً دولياً واسعاً» مع سلطات «في دول أخرى في أوروبا والولايات المتحدة» في بحثها عن شركاء محتملين للانتحاري. وقالت صوفيا اوليف الناطقة باسم الوكالة: «نحن نفحص مختلف أنواع الأدلة». ورفضت اوليف التعليق على العمل الذي يجري لتحديد الإسلاميين المتطرفين في أنحاء السويد، إلا إن صحيفة «افتونبلاد» أشارت الى تقرير لوكالة الاستخبارات لم ينشر بعد، يظهر أنها تعلم بوجود حوالى 200 إسلامي متطرف يعيشون في السويد. وأوردت الصحيفة أن نحو 80 في المئة من هؤلاء يشكلون «شبكات يمكن أن تقوم بأعمال عنف»، فيما الباقون أشخاص «يعملون بمفردهم» أو أنهم مرتبطون بمتطرفين في الخارج. وأفادت وكالة الاستخبارات السويدية أن سبعة خبراء من مكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي (أف بي آي) في طريقهم الى السويد للمساعدة في التحقيقات التي تجري بالتعاون الوثيق مع الشرطة البريطانية نظراً الى أن عبد الوهاب عاش في مدينة لوتون البريطانية مع زوجته وأطفاله الثلاثة. وقال إمام مسجد لوتن الذي كان يتردد عليه عبد الوهاب انه كان معروفاً بمواقفه المتطرفة. وقال قدير بكش: «اصطدمت معه ثلاث أو أربع مرات بسبب مواقفه المتطرفة». وأضاف: «كان يعتبر الجهاد فرضاً على كل مسلم ويقول إن رجال الدين ليسوا مصدر ثقة ولا يعتمد عليهم لأنهم محسوبون على الحكومات». وأبلغ وزير الخارجية السويدي كارل بلدت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن الانتحاري كان على ما يبدو «متوجهاً الى أكثر الأماكن اكتظاظاً في استوكهولم في اكثر الأوقات ازدحاماً في العام». وأضاف انه كان متوجها «الى مكان لو انفجرت فيه كل المتفجرات التي كان يحملها، لتسبب في وقوع خسائر بشرية هائلة كالتي رأيناها في بعض مناطق أوروبا قبل فترة». وتابع: «نحن محظوظون للغاية لأن التفجير حدث قبل دقائق وعلى بعد أمتار قليلة من المكان الذي لو حدث فيه لوقعت كارثة حقيقية». وقال المدعي العام إن الانتحاري «كان يرتدي حزاماً ناسفاً، ويحمل حقيبة ظهر فيها قنبلة، ويحمل شيئاً قيل إنه يشبه وعاء ضغط. لو أن كل هذه الأشياء انفجرت في وقت واحد، لكانت شديدة القوة». وأضاف: «الى اين كان يتجه. لا نعرف. حصل شيء على الأرجح، ربما ارتكب خطأ فانفجرت بعض العبوات وأدت الى مقتله». وتابع: «حصل هذا خلال التسوق لعيد الميلاد في وسط استوكهولم وكان (الانتحاري) مجهزاً في شكل جيد بالقنابل، ليس من الخطأ القول انه كان متوجهاً الى مكان يعج بالناس». وكان عبد الوهاب سيبلغ 29 سنة غداة التفجير. وأوردت صحف بريطانية انه ولد في العراق. وقال المحققون انه حصل على الجنسية السويدية قبل 18 سنة ولم يلفت انتباه أجهرة الأمن يوماً. وقال موقع «شموخ الإسلام» المرتبط ب «القاعدة» أن تيمور عبد الوهاب كتب وصية قال فيها انه تحرك بدفع من «دولة العراق الإسلامية» الفرع العراقي ل «القاعدة». وقبل وقوع الانفجارين بعشر دقائق، تلقت وكالة الأنباء السويدية والاستخبارات السويدية رسالة إلكترونية مرفقة بتسجيل صوتي يدعو فيه رجل يعتقد انه الانتحاري «كل المجاهدين في أوروبا» خصوصاً في السويد الى التحرك. «أبو حمزة» على صعيد آخر، رفضت محكمة بريطانية إخلاء سبيل رجل الدين المصري مصطفى كامل مصطفى المعروف ب «أبو حمزة المصري» بكفالة بسبب تدهور وضعه الصحي في السجن. وطالب محامو «أبو حمزة» بإخلاء سبيل موكلهم بكفالة نتيجة معاناته من مرض السكري وارتفاع ضغط الدم ومرض الصدفية واحتمال إصابته بالعمى في عينه المتبقية. وأوردت صحيفة «ديلي اكسبريس» أمس، إن «أبو حمزة» الذي فقد يداً وإحدى عينيه جراء انفجار لغم في أفغانستان قبل 17 سنة، ظهر أمام محكمة وستمنستر من سجن بلمارش في جنوب شرقي العاصمة لندن عبر دائرة تلفزيونية مغلقة. وأضافت الصحيفة أن ألن جونز محامي «أبو حمزة» قدم طلباً للمحكمة بإخلاء سبيل موكله بكفالة بسبب وضعه الصحي واستحالة حصوله على الرعاية الطبية في السجن، والسماح له بالعودة إلى عائلته وأطفاله التسعة المقيمين في غرب لندن. وأشارت إلى أن قاضي محكمة وستمنستر «رفض الطلب بعدما استمع من جهة الادعاء الى أن أبو حمزة لا يزال على ارتباط بالجماعات الإرهابية وقد يحصل على وثائق هوية مزورة، واعتبر أن هناك أسباباً وجيهة للاعتقاد بأنه سيستمر في المشاركة بهذه الأنشطة إذا تم الإفراج عنه». ويقضي أبو حمزة المصري (52 سنة)، الإمام السابق لمسجد فينزبوري بارك في شمال لندن، عقوبة بالسجن سبع سنوات أصدرتها بحقه محكمة بريطانية في شباط (فبراير) 2006، بعدما دانته بسلسلة من تهم التحريض على الكراهية العرقية والقتل. ويخوض محاموه معركة قضائية لمنع تسليمه للولايات المتحدة التي تطالب به لتحاكمه بتهم التآمر لاختطاف رهائن غربيين في اليمن، وتمويل الإرهاب، وتنظيم معسكر للتدريب على الهجمات الإرهابية في أوريغان بين عامي 1998 و2000.