قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إنه على فرنسا وبقية أوروبا استغلال الضربة الصاروخية الأميركية على سورية الأسبوع الماضي كأداة لإحياء مفاوضات السلام، في وقت أعدت الدول الغربية في مجلس الأمن العدة لتجديد المواجهة مع روسيا في مجلس الأمن وإعادة طرح مشروع قرار بإجراء تحقيق شامل في حادثة خان شيخون. وأكدت فرنسا أن «اللعبة تحمل بوادر تغير» في سورية في شأن الانتقال السياسي. وقدم المبعوث الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا إحاطة إلى المجلس بعدما أكد ل «الحياة» أمس أنه «باق في منصبه». وقال هولاند في مقابلة مع صحيفة «لوموند» نشرت أمس، إن معلومات الاستخبارات الفرنسية تشير إلى أن الهجوم الذي نفذ بغاز الأعصاب ودفع الولاياتالمتحدة لقصف قاعدة جوية سورية بالصواريخ، له طبيعة تكتيكية ونفذ بطائرة. وتلقي القوى الغربية الكبرى وحلفاؤها في الشرق الأوسط باللوم في الهجوم على الرئيس السوري بشار الأسد، وتسعى هذا الأسبوع لمحاولة فرض عزلة عليه بسبب الهجوم الذي وقع في مدينة خاضعة لسيطرة المعارضة وأسفر عن مقتل 87 شخصاً بينهم 31 طفلاً. ويتزايد الضغط أيضاً على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حتى يقطع علاقاته مع الأسد. في نيويورك، قال السفير الفرنسي في الأممالمتحدة فرنسوا ديلاتر، إن «المستجدات الأخيرة في سورية تنطوي على احتمال تغيير اللعبة نحو الأفضل». وأكد أن «الأولوية الأساسية تتمثل في إعادة إطلاق عملية سياسية تفاوضية موثوقة مع هدف واضح يتمثل في إحداث انتقال سياسي في سورية»، مضيفاً أن «المستجدات الأخيرة التي قد تكون تغييراً للعبة» تعني أننا «أمام فرصة والتزام جديدين للدفع بقوة نحو مفاوضات سياسية وخصوصاً حول مسألة الانتقال السياسي». وشدد ديلاتر على ضرورة التوصل إلى موقف موحد في المجلس حول الملف السوري، بما فيه العملية التفاوضية وحظر استخدام الأسلحة الكيماوية. وبالنسبة إلى الهجمات بالأسلحة الكيماوية، قال ديلاتر: «لا يمكن أن نستسلم ويجب أن نحاول أفضل ما يمكن بنية حسنة لإصدار قرار عن مجلس الأمن يدين الاعتداء في خان شيخون ويطلب إجراء تحقيق». وقال إنه يجب إجراء «تحقيقات كاملة لكي يعرف العالم بأسره مصدر هذه الهجمات»، معتبراً أن «مشروعية مجلس الأمن تتوقف على ذلك». من جانبه، شدد السفير البريطاني ماثيو ريكروفت على أولوية «الانتقال السياسي في سورية»، معتبراً أن على كل أعضاء المجلس أن «يدعموا عملية سياسية تؤدي إلى انتقال يؤمن لسورية سلاماً دائماً». كذلك أكد على ضرورة دعم أعضاء المجلس مشروع القرار حول التحقيق في حادثة خان شيخون، من دون أن يسمي روسيا. وفي شأن دي ميستورا، أكد المبعوث الخاص أمس ل «الحياة» أنه باق في منصبه، فيما اعتبرت مصادر مطلعة على تحركه أن «المستجدات الأخيرة المتمثلة بالضربة العسكرية الأميركية على سورية إنما تزيد من أهمية عدم تركه منصبه في هذه المرحلة».