رأى رئيس شركة «توتال» النفطية الفرنسية العملاقة كريستوف دو مارجوري ان ما قاله ل «الحياة» الصيف الماضي عن عدم وجود كميات كافية من الغاز تحت قاع البحر أمام سواحل لبنان «يمكن إعادة النظر فيه بعد الاكتشافات التي تمت في إسرائيل أخيراً». ولفت في حديث إلى «الحياة» إلى ان الاكتشافات في إسرائيل جاءت أكثر مما كانت متوقعة. وقال: «نرى أن هناك اتجاهاً لتوقعات كبيرة في هذا الصدد بين قبرص ولبنان، لكن إلى الآن تقتصر الكميات المؤكدة على إسرائيل». ونبه إلى ان الاكتشافات الجديدة من الغاز تمت في شمال إسرائيل، أي قرب لبنان وفي أمكنة غير بعيدة من قبرص. وأضاف: «في الصيف قلت ليس هناك في رأيي احتياط بحجم كافٍ ليكون ذا أهمية اقتصادية، لأن المكامن عميقة جداً تحت قاع البحر المتوسط، ومن أجل تطويرها، ينبغي العثور على كميات كبيرة. وما رأيناه في ذلك الوقت، أي قبل الاكتشافات الإسرائيلية الأخيرة، لم يكن يكفي. أما الآن، ومع التشديد على ضرورة التنقيب، نقول ان هناك احتمالاً. وبالنسبة إلى بلد يهمني أمره مثل لبنان، أفضّل أن أكون حذراً وهادئاً قبل القول ان هناك احتمالات كبرى لوجود الغاز. لكننا نؤكد أهمية إجراء أعمال تنقيب للنظر في الاحتمال، فقد يستحق الموجود من الغاز جهود التنقيب». وأكد دو مارجوري من الدوحة ان بلوغ الإنتاج السنوي لقطر من الغاز المسال 77 مليون طن «يمثّل رقماً ضخماً»، فهو يوازي مئة بليون متر مكعب من الغاز سنوياً، تُنتَج في قطر وتُصدَّر الى الغرب، وهو يمثّل أكثر من ضعفي الاستهلاك الفرنسي السنوي، وهذا رقم ضخم. وفي الوقت ذاته، هذا يعني أنه عندما تكون لدولة ثروة من الغاز التي لا تحتاج اليها للاستخدام ينبغي البحث عن الزبائن لهذا الغاز في دول تشهد نمواً مثل الهند والصين إلى جانب دول تقليدية مثل دول أوروبا والولايات المتحدة». ونوّه بالقيادة القطرية لدورها في تطوير الغاز وتصديره وجعله أكثر منافسة في الأسواق العالمية، «وهذه نتيجة لامعة لقطر لأنها إيجابية للمستهلكين والمنتجين». وعن احتمالات تطوير الغاز المسال في إيران، ذكّر دو مارجوري بأن حقل الغاز الأكبر في قطر يعبر الحدود بين قطر وايران، «ولحسن الحظ حُدِّدت بوضوح هذه الحدود، وهذه ليست دائماً الحال بين دول متجاورة». وشدد على ان حصة كل من قطر وإيران من الحقل معروفة، على رغم تضارب الأرقام بين البلدين حول الكميات القابلة للاستخراج، «لكن في كل الأحوال، هذه كميات باهظة الثمن، فالحقل أكبر حقل بحري للغاز في العالم». وزاد: «فيما أحرزت قطر تقدماً كبيراً في هذا المجال منذ البداية، حتى قبل الكلام عن عقوبات على ايران، اهتمت ايران في البداية أيضاً إذ حاولت استخدام هذا الغاز لأغراض داخلية». وأشار إلى ان عدد سكان إيران كبير ما يجعلها في حاجة الى استخدام الغاز محلياً، «ولكن هل يهتمون يوماً بتطوير الغاز الطبيعي المسال؟ هذا مشروع كانت توتال تمنت أن تساهم فيه ولكن العقوبات اليوم والأوضاع تمنعنا من ذلك». وعن أعمال «توتال» في سورية، قال دو مارجوري ان «سورية دولة مهمة لموقعها قرب البحر في الشرق الأوسط، وهناك احتمال إنشاء أنبوب نفطي بين العراق وسورية، وهناك أيضاً احتياط من الغاز في سورية. وما يهم توتال هو القيام بدور المنتج وليس بدور ناقل للغاز».