بحث محافظ «العيص» علي البريكيت، خلال لقائه مدير فرع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمنطقة المدينةالمنورة المهندس خالد الشهراني، سبل تطوير وتنمية محافظة العيص سياحياً وتراثياً، في حضور عدد من مديري الجهات الحكومية. وأكد محافظ العيص أن المحافظة تزخر بعدد من المعالم الأثرية المميزة، إضافة إلى مناخها المعتدل المساعد في السياحة، ونحن نسعى إلى تسويق العيص سياحياً لتنضم إلى محافظات المنطقة، وتصبح واجهة سياحية مشرفة، وذلك من خلال البرامج المسرحية والترفيهية والأنشطة الثقافية، والتسويق للاستثمار السياحي. وتتبع محافظة العيص إمارة المدينةالمنورة، وتقع شمال غرب المدينة، على بعد 250 كيلومتراً على طريق تجارة قريش المتجهة إلى الشام - قديماً - المسمى ب«طريق مأرب - بتراء»، وتمتاز بموقعها الجغرافي، من حيث كونها تقع عند ملتقى مجموعة من الطرق القديمة والحديثة. وحظيت العيص بشهرة تاريخية كبيرة، لذكرها في كتب السيرة، إذ تتابعت إليها السرايا والغزوات التي كان يبعثها الرسول عليه الصلاة والسلام لملاقاة عير قريش، لقربها من الطريق الذي كانت تسلكه قادمة من الشام، وذلك للرد على محاربتها الإسلام وإيذائها المسلمين. ومن أشهر هذه السرايا؛ سرية حمزة بن عبدالمطلب، وهي أول سرية في الإسلام، كانت مكونة من 30 رجلاً، وبعثها النبي في الشهر السابع من السنة الأولى للهجرة، لملاقاة عير قريش الراجعين بتجارة قريش من الشام، وكانوا 300 رجل بقيادة أبي جهل، وتدخل مجدي بن عمرو الجهني، من زعماء قبائل العيص، للمهادنة بين الفريقين. وجاء ذكرها في مختصر سيرة الرسول للشيخ محمد بن عبدالوهاب. وسرية زيد بن حارثة في شهر جمادى الأولى من السنة الأولى للهجرة، وفيها تمكن المسلمون - وكان عددهم 170 رجلاً - من أسر كثيرين ممن كانوا في العير، وذكرها ابن سعد في «الطبقات الكبرى». وتحوي محافظة العيص عدداً من الآثار، منها قلعة الفرع، وهي «قصر البنت»، التي يرجع تاريخها إلى 400 عام قبل الميلاد، وتعبر عن الفن المعماري القديم، وهناك حميمة العين، وهي حصون قائمة على تل مرتفع كانت تستخدم للمراقبة والثكنات العسكرية، وحميمة الحصين: وهي على بعد ثلاثة كيلومترات من حميمة العين، وكانت حصوناً للمراقبة، وبنيت بأحجار من الحرة المجاورة، وحميمة رن، وتقع على بعد خمسة كيلومترات من حميمة الحصين، وبركة شعيب، ويرجع تاريخها إلى عهد الدولة العباسية، وتجاورها مجموعة من البرك التي كان يحفظ بها الماء لسقيا الحجاج قديماً، وسوق عورش في الحراضة، وهي سوق للحدادين والنحاسين في العصور القديمة.