ناقشت السعودية والفاتيكان أخيراً، نتائج برنامج «متحدون» لمناهضة العنف باسم الدين، الذي بدأ المركز تنفيذه منذ عام، وأيضاً مشروع إعداد جيل من القيادات الدينية الشابة للعمل من خلال شبكات التواصل الاجتماعي لبناء السلام، وتوسيع نشاطات المركز في مناطق أخرى من العالم، وكذلك برنامج الزمالة الدولي الذي يهدف إلى دمج ثقافة الحوار في عمل المؤسسات التعليمية الدينية بهدف بناء قدرات القيادات الدينية المستقبلية على نشر ثقافة التعايش والسلام بين الشعوب. وعقد أمين مركز الملك عبد الله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات فيصل بن معمر أخيراً، اجتماع عمل مع رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان الكاردينال توران في بالفاتيكان، واستعرضا التعاون بين المجلس البابوي والمركز من خلال عضوية الفاتيكان في المجلس التأسيسي للمركز وفي مجلس إدارته، ومن خلال البرامج والفاعليات المشتركة التي تم تنظيمها بين الجانبين. وناقش الجانبان تطوير أدوات العمل المشتركة وتقييم المرحلة السابقة من تأسيس المركز خلال الأعوام الخمسة الماضية وما تحقق من نتائج في تعزيز المشتركات الإنسانية وترسيخ التعايش والتفاهم بين أتباع الأديان والثقافات. وأكد توران دعم الفاتيكان رسالة المركز الهادفة إلى «ترسيخ قيم التعايش والحوار وتعزيز الشراكة بين القيادات الدينية وصانعي القرار السياسي في بناء جسور من التفاهم والتعايش بما يحقق الأمن والسلام بين المجتمعات الإنسانية». وأضاف أن «المركز بصفته منظمة دولية تشارك في تأسيسه السعودية والنمسا وأسبانيا والفاتيكان عضواً مراقباً مؤسساً، ووجود قيادات دينية مسلمة ومسيحية ويهودية وبوذية وهندوسية في مجلس إدارته، يعتبر فريداً من نوعه على مستوى العالم». وشدد على أهمية المحافظة على دعم رسالة المركز الدولية وتوسيع نشاطاته وعضويته من الدول والمؤسسات المعنية بحوار أتباع الأديان والثقافات. ويعتبر الكاردينال توران من كبار المسئولين في الفاتيكان ويرأس المجلس البابوي للحوار وشارك في تأسيس المركز منذ العام 2008 خلال مؤتمر مدريد وخلال الاجتماعات التحضيرية لتأسيس المركز، وشارك في افتتاح المركز ويعتبر من الشخصيات العالمية الفاعلة في مجال الحوار بين أتباع الأديان والثقافات. إلى ذلك، التقي بن معمر سكرتير المجلس البابوي للحوار بين الأديان في الفاتيكان الأسقف ميغيل أيوزو، وناقش معه مشروعات المركز في مجال تعزيز الحوار بين أتباع الأديان، خصوصا توجه المركز لتوسيع نشاط المركز في أمريكا اللاتينية، وتقديم الدورات عبر شبكة الإنترنت، والتعاون مع الهيئات الدينية الهادفة لدعم مبادئ الحوار والسلام. وألتقى الأمين العام للمركز الدكتور البرتو كواتروتشي لمناقشة مجالات التعاون بين مركز الحوار العالمي والمنظمات التابعة للفاتيكان حول تعزيز المشتركات الإنسانية. يُذكر أن العلاقة بين مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وبين الفاتيكان شهدت فاعليات مشتركة، كان أبرزها تنظيم اللقاء الدولي حول مفهوم الرحمة عند الأديان والثقافات العالمية، والذي شاركت فيه قيادات دينية، بهدف تبادل التجارب والخبرات حول تعزيز مبدأ الرحمة لدى أتباع الأديان، وتسليط الضوء على أهمية الرحمة في تحقيق السلام والمصالحة.