تناقش الدورة الخامسة من القمة العالمية لسلامة الطيران التي تستضيفها «هيئة دبي للطيران المدني» ازدياد أعداد الطائرات من دون طيار ونمو شعبيتها على مستوى العالم، والتحديات الأمنية التي تفرضها. وتشير الأرقام إلى قيام الطيارين ومراقبي الحركة الجوية بالإبلاغ عن رصد أكثر من 100 طائرة من دون طيار إلى «إدارة الطيران الفيدرالية» الأميركية شهرياً، إذ وصل عدد هذه الحالات في الولاياتالمتحدة خلال العام الماضي إلى أكثر من 1200 حالة. وتعمل الجهات التنظيمية على وضع قوانين محددة حول سبل دمج الاستخدام التجاري للطائرات من دون طيار ضمن المجال الجوي، فضلاً عن توعية مستخدميها بأخطارها المحتملة. وبحسب دراسة أجراها «الاتحاد الدولي للنقل الجوي»، وصل عدد البلاغات الواردة من 7 مصادر رسمية إلى 856 بلاغاً حول الطائرات من دون طيار، وذلك خلال الفترة الممتدة بين كانون الثاني (يناير) 2013 وحزيران (يونيو) 2016، منها حالة اصطدام مؤكدة وأخرى مشتبه فيها. وتراوحت الارتفاعات التي تم رصد الطائرات من دون طيار عندها والإبلاغ عنها بين 15 قدماً إلى 38 ألف قدم. ويتعاون «الاتحاد الدولي للنقل الجوي» في شكل وثيق مع «المنظمة الدولية للطيران المدني» حول مواضيع السلامة الخاصة باستخدام الطائرات من دون طيار، حيث وجّه الاتحاد الدعوة إلى دول العالم لتوعية مواطنيها حول سبل الاستخدام الآمن لتلك الطائرات. وتوقعت دراسة أجرتها «جلوبار بارتنرز»، الشركة الاستشارية المتخصصة في مجال الابتكار ضمن قطاع الطيران، أن تتضاعف حوادث التصادم مع الطائرات من دون طيار المتوسطة الحجم، وحوادث الاقتراب الخطر منها في شكلٍ ملحوظ خلال العقد المقبل، مع احتمالات وقوع حوادث فعلية. ويؤكد أرنو فيولاند، الشريك الإداري في الشركة أنه في ظل التسارع والازدحام المتنامي الذي تشهده الحركة الجوية، ينبغي أن تتضافر جهود الجهات التنظيمية والمشغلين والمصنعين بهدف توفير حلول السلامة الملائمة لحركة الملاحة الجوية التجارية، إلى جانب رفع الوعي في شكل تدريجي حول مدى الأخطار التي تواجه طائرات الطيران العام والجيل التالي من «الأجسام الطائرة المعروفة». وتسببت الطائرات من دون طيار في دولة الإمارات ببعض الارتباكات أيضاً، حيث جرى إغلاق «مطار دبي الدولي» لفترة تزيد على ساعة واحدة في 29 تشرين الأول (أكتوبر) من العام الماضي بسبب دخول طائرة من دون طيار إلى مجاله الجوي، مما أدى إلى تحويل 22 رحلة داخلية إلى مطارات أخرى. ويُحظّر حالياً تحليق الطائرات من دون طيار ضمن محيط 5 كيلومترات عن أي مطار من المطارات الإماراتية. وبهذا السياق، قال محمد عبدالله أهلي المدير العام لهيئة دبي للطيران المدني: «نواصل جهودنا من أجل توعية مواطنينا حول قواعد استخدام الطائرات من دون طيار لضمان توفير أكبر قدر ممكن من السلامة ضمن مجالنا الجوي، ونعمل في شكل وثيق مع الشركاء الاستراتيجيين في القطاع لمواجهة التحديات الناشئة عن استخدام الطائرات من دون طيار باستمرار، وذلك في إطار اللوائح والتشريعات التي تساهم في الحد من تلك الأخطار. وستشكل القمة العالمية لسلامة الطيران منصة مثالية لاقتراح معايير جديدة تعزز من أمن المجالات الجوية وسلامتها».