دعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر أمس الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى عدم زج نفسه في «محرقة» سورية، ونصح الرئيس السوري بأن يقدم استقالته من منصبه ويسجل «موقفاً تاريخياً بطولياً»، في وقت حذّرت فصائل مسلحة شيعية من «تداعيات» التدخل الأميركي في سورية. وقال الصدر في بيان أمس أنه «لا ينبغي على الرئيس الأميركي أن يفرط في تصريحاته ومواقفه وقراراته الرعناء، فهذا ليس مضراً لأميركا فحسب بل للمجتمع الدولي كافة، ولا ينبغي عليه أن يزج بنفسه في محرقة جديدة قد يدفع الجميع ضريبتها، وقد تتحوّل سورية إلى فيتنام جديدة لهم». وأضاف أنه «لا يعقل أن يكيل (ترامب) بمكيالين، إذ يقصف المدنيين العزل في الموصل وفي الوقت ذاته يستنكر القصف المدان للمدنيين بالكيمياوي». وتابع: «الا يكفي سورية أن تكالبت عليها الأيادي أجمع من الداخل والخارج لكي يأتي دور أميركا السلبي أيضاً، والمتضرر الوحيد هو الشعب السوري». وقال الصدر: «أنا لا أستبعد أن يكون قرار ترامب قصف سورية هو الإذن بتمدد داعش في مناطق أخرى، فغالباً ما تكون أميركا راعية الإرهاب كما تعودنا منها ذلك في الكثير من الموارد». وكان الجيش الأميركي أطلق فجر الجمعة 59 صاروخاً من مدمرتين أميركيتين على مطار الشعيرات العسكري، جنوب شرقي مدينة حمص، وسط سورية. ومضى الصدر بالقول: «إذا أرادت الولاياتالمتحدة أن تكون راعية للسلام، فعليها أن تدعم الحوار وإنقاذ الشعوب في كل المناطق سواء في فلسطين أو بورما أو البحرين أو غيرها من المناطق، وأن لا تكون ميالة إلى جهة دون أخرى». وأردف: «ليعلم الجميع أن تدخل واشنطن العسكري لن يكون مجدياً، فهي قد أعلنت قصفها لدواعش العراق وما زال الإرهاب جاثماً على أراضينا المقدسة ولم يكن تدخلها مجدياً ولا نافعاً على الإطلاق». واعتبر أن» مثل هذه القرارات ستجر المنطقة إلى صراع، لا سيما مع وجود رايات أخرى تدعي تحريرها أو إنقاذها لسورية الجريحة، والتي صارت مصلباً لصراعات سياسية مقيتة». ودعا الصدر «الجميع إلى الانسحاب العسكري من سورية لكي يأخد الشعب زمام الأمور، فهو صاحب الحق الوحيد في تقرير مصيره، وإلا ستكون سورية عبارة عن ركام يكون المنتفع الوحيد هو الاحتلال والإرهاب». واختتم الصدر بيانه بالقول: «من هنا على أميركا كف أذاها، كما أن ذلك مطلوب من روسيا والفصائل الأخرى، بل ولعلي أجد من الإنصاف أن يقدم الرئيس بشار الأسد استقالته وأن يتنحى عن الحكم حباً بسورية الحبيبة ليجنبها ويلات الحروب وسيطرة الإرهابيين، ويعطى زمام الأمر إلى جهات شعبية نافذة تستطيع الوقوف ضد الإرهاب لإنقاذ الأراضي السورية بأسرع وقت، ليسجل موقفاً تاريخياً بطولياً قبل أن يفوت الأوان». وقال الناطق العسكري باسم حركة «عصائب أهل الحق» المنشقة من تيار الصدر، جواد الطليباوي في بيان أمس، أن «الضربات الصاروخية الأميركية التي استهدفت قاعدة الشعيرات الجوية في سورية تؤكد فشل المشروع الأميركي في المنطقة»، مضيفاً أن «ذلك دفعها إلى التدخل مباشرة لدعم التنظيمات الإرهابية». وحذّر الطليباوي «من التداعيات السلبية للهجمات الأميركية ضد سورية على العراق والعمليات العسكرية ضد تنظيم داعش»، معتبراً أن «تلك الضربات تؤكد دعم واشنطن للتنظيمات الإرهابية في المنطقة». ودعا الطليباوي رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى «عدم الركون للأميركيين»، قائلاً أن «تلك الضربات تؤكد دعم أميركا داعش والقاعدة وبقية التنظيمات الإرهابية»، وشدد على أن «تلك الهجمات ستؤثر سلباً في سير العمليات العسكرية في العراق التي تشارف على نهايتها». ودانت وزارة الخارجية العراقية ما وصفته ب «الجريمة النكراء» المتمثلة في استخدام السلاح الكيماوي في سورية واعتبرته «صعيداً بالغ الخطورة» ودعت إلى تحقيق دولي في الحادث، لكنها عبّرت عن قلق الحكومة العراقية من «خطورة التصعيد في الصراع الحاصل على الأراضي السورية من دون الاتفاق على خطة شاملة لإنهائه».