طهران، واشنطن – أ ب، رويترز، أ ف ب - حضّ رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني الدول الست المعنية بالملف النووي الإيراني، على «تبديد هواجس» بلاده في شأن التسلح الذري الدولي، خلال جولة المفاوضات المقبلة بين الطرفين في إسطنبول أواخر الشهر المقبل. في غضون ذلك، أعلنت إدارة الرئيس الأميركي باراك اوباما استعدادها، مع حلفائها الأوروبيين، لفرض عقوبات جديدة على إيران، إذا لم تستجب مطالب المجتمع الدولي بإثبات الطابع السلمي لبرنامجها النووي. وقال غاري سامور، مستشار البيت الأبيض لشؤون الحد من التسلح وأسلحة الدمار الشامل ومكافحة الإرهاب، خلال مؤتمر حول «مواجهة التهديد الإيراني» استضافته «مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات» (مقرها واشنطن): «يمكن إيران أن تربح كثيراً، من خلال الوفاء بواجباتها الدولية، أو يمكنها مواصلة دفع ثمن يتزايد، من خلال سعيها الى صنع أسلحة نووية. الخيار يعود الى إيران، ولكن يجب أن نرغمها على اتخاذه». وأكد استعداد الولاياتالمتحدة لتشديد الضغوط على إيران. في الوقت ذاته، اتهمت الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا إيران باستخدام «أساليب أكثر تعقيداً» لتهريب السلاح الى الخارج، في انتهاك لقرارات مجلس الأمن. في طهران، أعرب لاريجاني عن أمله بأن تتصرّف الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) خلال مفاوضاتها مع إيران، «في شكل أكثر عقلانية». وخاطب «الدول التي تدعي أنها قلقة من سلوك إيران»، قائلاً: «فكّروا في البداية بنزع السلاح النووي الذي يُعتبر هاجساً للمجتمع الدولي». وأضاف خلال مؤتمر صحافي: «نحن أيضاً لدينا هواجس يجب تبديدها». وشدد على أن «لا غموض في البرنامج النووي الإيراني، لكن بعض الدول يحاول إثارة مشاكل وفتن في هذا الملف، واتباع أساليب مشينة، للإيحاء بخطورة الملف وحرفه عن مساره». وزاد أن على الدول الست ألا تتوقّع تراجع طهران «قيد أنملة عن حقوقها النووية». وتطرّق لاريجاني الى الوثائق المسرّبة التي ينشرها موقع «ويكيليكس»، معتبراً أن ثمة «نقاط غموض كثيرة في شأن نشرها». وقال: «الوثائق المنشورة تحوي نقاطاً صحيحة وأخرى خاطئة، وعلى أميركا ان تتحمّل المسؤولية إزاء ديبلوماسيتها التي هي مزيج من الأعمال التجسسية أو التآمرية». وحضّها على أن «توضح مهمات ديبلوماسييها، هل كانوا يؤدون نشاطات ديبلوماسية، أم يقومون بأعمال أخرى». الى ذلك، التقى أمير منصور برقعي نائب وزير الخارجية الإيراني، وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في أنقرة أمس. وأفادت وكالة «فارس» بأن الرجلين «ناقشا العلاقات والتعاون الثنائي، وتبادلا وجهات النظر في شأن التطورات الأخيرة في المنطقة والعالم». وتأتي زيارة برقعي لأنقرة، بعدما اتفقت إيران والدول الست خلال محادثات جنيف الأسبوع الماضي، على استئناف المفاوضات في إسطنبول أواخر الشهر المقبل.