مركز البذور: تقييم الموارد الوراثية المحلية لتحسين جودة المحاصيل وزيادة الإنتاج    7 نوفمبر: انطلاق مهرجان الغناء بالفصحى في الرياض    تكريم الفائزين بجائزة الأمير محمد بن فهد في دورتها الثالثة لأفضل أداء خيري في الوطن العربي    القيادة تهنئ الرئيس الاتحادي لجمهورية النمسا بذكرى اليوم الوطني لبلاده    «الداخلية»: ضبط 20896 مخالفاً لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود في أسبوع    "تعليم الرياض" يطلق معرض "إبداع 2025" لتعزيز مواهب الطلبة    هل أبلغت إسرائيل إيران بالهجوم؟    "الأرصاد" هطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    مغادرة الطائرة الإغاثية 13 ضمن الجسر الجوي السعودي لمساعدة الشعب اللبناني    السعودية تدين وتستنكر الاستهداف العسكري الذي تعرضت له إيران والذي يعد انتهاكاً لسيادتها ومخالفة للقوانين والأعراف الدولية    الأول من نوعه في العالم.. استئصال أورامٍ دماغية بتقنية جديدة !    جهاز خارق يشخِّص السرطان في 60 دقيقة    فضيحة ب «نيويورك».. مدرب يعتدي جنسياً على 7 طلاب    10,159 ريالاً.. متوسط رواتب الموظفين السعوديين    وزير المالية رئيس اللجنة الدولية للشؤون النقدية والمالية يعقد مؤتمراً صحفياً للحديث عن أبرز قرارات اللجنة    العتيبي يحصل على الدكتوراه    خام برنت يرتفع 2.25% ويبلغ 76.05 دولاراً للبرميل    الأهلي يتعادل إيجابياً مع الأخدود في دوري روشن للمحترفين    إغلاق مؤشرات البورصة الأمريكية على تباين    مجموعة السبع تتفق على منح أوكرانيا قرضا بقيمة 50 مليار دولار    انبعاثات غازات الاحتباس الحراري تسجل مستويات قياسية    مدرب برشلونة يشيد بوحدة الفريق قبل مواجهة ريال مدريد    المملكة توزع 1.039 سلة غذائية في مديرية الضالع باليمن    القادسية يتغلّب على ضمك بثنائية في دوري روشن للمحترفين    النصر ينجو من هزيمة الخلود بالتعادل الإيجابي    ميقاتي: إدراج لبنان على القائمة الرمادية لمجموعة العمل المالي كان متوقعاً    وزير الإعلام: نمتلك الأدوات اللازمة لتقديم محتوى إعلامي أكثر تميُّزًا وفاعلية    موعد مباراة النصر القادمة بعد التعادل مع الخلود    جيسوس يختار حارس الهلال أمام التعاون    الدوسري يشارك بالصقر الأغلى في مزاد نادي الصقور السعودي 2024 ويبيعه ب 400 ألف ريال    النصر يفلت من الخلود.. و القادسية ينتصر على ضمك    ضبط مواطن في عسير لترويجه (13,990) قرصًا خاضعًا لتنظيم التداول الطبي    إمام المسجد النبوي يفتتح أكبر مسجد في بودغوريتسا عاصمة الجبل الأسود    مكتب التربية العربي لدول الخليج الراعي للمنتدى التربوي المصاحب لدورة الألعاب المدرسية الدولية المقامة في البحرين    خطيب المسجد النبوي: الصلاة أعظم فريضة افترضها الله بعد التوحيد فهي عمود الإسلام    شرطة مكة: الوافدة الأردنية في المدينة.. لا صحة لاختطافها    خطيب المسجد الحرام: إذا أدى العبد حق ربه انتظمت حياته    منصور الزكري مديرًا عامًا تنفيذيًا لميناء جازان    وكيل الأزهر يشيد بجهود القيادة في خدمة الإسلام والعناية بالحرمين    مدينة سلطان للخدمات الإنسانية ووزارة الصحة توقعات اتفاقية في مجال أمراض الدم    خبير اقتصادي ل«عكاظ»: أسعار الذهب سترتفع تدريجياً حتى 2025    مضمضة الكربوهيدرات    فقاعات.. وخوارزميات !    هاكر يكشف مخاطر الإنترنت العام    مشروب يخلصك من آلام الظهر والصداع    كونوا أحياء    من صراع الأدوار إلى تدافع الأفكار    السنة المهجورة.. خدمة الرجل لنفسه ومساعدته لزوجته    الناعقون وشيطنة «السعودية»    كادي الخثعمي بطلة لتحدي القراءة العربي 2024    محمية الشمال للصيد.. رؤية الحاضر بعبق الماضي    وزيرة الدفاع الإسبانية تستقبل وزير الدفاع ويعقدان جلسة مباحثات رسمية    نائب أمير مكة يتوّج الفائزين بجائزة مكة للتميّز في دورتها ال 16    الأرصاد: أمطار على عدد من المناطق    «الحسكي».. واحات طبيعية ومكونات سياحية مميزة    وزير الدفاع يجتمع مع عدد من رؤساء كبرى الشركات الصناعية الإيطالية    حدثوني عن مقبرة الأحلام    نائب أمير الرياض يعزي أسرتي بن شوية وبن حضرم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



علي النعيمي بين النفط والشمس
نشر في الحياة يوم 06 - 04 - 2017

خلال السنوات العشرين المنصرمة، تأثّرت سوق النفط هبوطاً وصعوداً بكل كلمة صدرت عن علي النعيمي. فوزير البترول السعودي لعقدين امتدّا بين 1995 و2016 كان رجل النفط بامتياز، هو الذي بدأ حياته العملية في شركة أرامكو، من موظف بسيط وصولاً إلى قيادة الشركة، قبل تعيينه وزيراً.
خلال احتفال في سنغافورة لتقديم كتابه «من الصحراء: رحلتي من بدوي إلى صناعة النفط العالمية»، بدا النعيمي أكثر اهتماماً بالشمس في الأعالي، بعد سنوات طويلة من العمل مع ما يتم ضخّه من تحت الأرض.
فحين سئل عن رأيه بالتطورات في سوق النفط، أجاب: «أنا الآن أكثر اهتماماً بالطاقة الشمسية وصناعة الألواح الشمسية... إذا كنتم على استعداد لمساعدتي في هذا، فأهلاً وسهلاً».
ليس النعيمي صوتاً منفرداً في هذا المجال، إذ إن بلده السعودية، وهي أكبر منتج للنفط في «أوبك»، أعلنت عن استثمارات في الطاقة المتجددة بقيمة خمسين بليون دولار. وهي ستبدأ هذه السنة بتنفيذ محطات للطاقة المتجددة، يصل انتاجها إلى 10 جيغاواط بحلول 2023. موقف علي النعيمي حول كفاءة الطاقة وتنويع مصادرها ليس جديداً. ففي كلمة له في المؤتمر السنوي الأول للمنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفد) الذي عقد في المنامة عام 2008، أكد أن الاستخدام السليم لمصادر الطاقة شرط لحماية البيئة، ودعا إلى «ترشيد استخدام الطاقة وزيادة فعالية استخدامها من خلال التكنولوجيا والسياسات العامة. فهدر الطاقة هدر لثروة وطنية وعامل من عوامل تلوث البيئة، وهذا ما يجب أن نعمل جميعاً على تجنبه».
أذكر أننا حين دعونا وزير البترول السعودي إلى الحديث في مؤتمر «أفد» الذي تم فيه تقديم التقرير الأول عن وضع البيئة العربية تحت عنوان «تحديات المستقبل»، وجد البعض هذا مناقضاً لمبادئ المنتدى. فقد كانت النظرة السائدة لدى غلاة البيئة أن النفط عدوّها اللدود. كما كان كثير من جماعة النفط ينظرون بشيء من الشك والحذر إلى المجموعات البيئية. وقد يكون أهم ما حققه المنتدى العربي للبيئة والتنمية أنه كسر هذا الحاجز، بتوفيره مساحة حوار زاوجت بين تحديات البيئة ومتطلبات النمو الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي. وكان لمدير عام صندوق أوبك للتنمية الدولية (أوفيد) سليمان الحربش دور كبير في هذا المجال.
البترول والغاز ثروة طبيعية ارتبطت بها اقتصاديات الدول العربية لعقود. وهي كانت المساهم الرئيسي في توفير المداخيل الضرورية للتنمية في الدول المنتجة ودول الجوار، كما في تأمين مصدر وقود مضمون لتحريك الاقتصاد العالمي. وسيبقى النفط لعقود عنصراً رئيسياً في مزيج الطاقة، مع تطوير تكنولوجيات للاستخدام الأنظف. فمن غير العادل توجيه أصابع الاتهام إلى الدول المنتجة للنفط بصفتها مسؤولة عن الانبعاثات والتلويث.
في الجهة المقابلة، برزت مجموعة من القطاع النفطي اعتبرت كلّ كلام عن كفاءة استخدام الطاقة وتخفيض الانبعاثات بمثابة تهديد لمصالحها. حتى أن البعض اعتبر كلامنا عن تنويع مصادر الدخل لتخفيف الاعتماد على البترول هجوماً على النفط. وأذكر أن ممثل دولة نفطية في مفاوضات تغيُّر المناخ احتج قبل عشر سنين على مقال دعوتُ فيه إلى فرض شروط لتحسين كفاءة استهلاك الوقود في السيارات. حجته كانت أن هذا يضر بمصالح الدول المصدّرة للنفط، لأنّ قطاع النقل هو المستهلك الرئيسي للوقود السائل.
الكثير تغيّر في عشر سنين. فالبلد الذي ينتمي إليه كبير المفاوضين السابق كان سبّاقاً في وضع معايير لاستهلاك الوقود في السيارات، وأنشأ هيئة رسمية لكفاءة الطاقة. وأدخلت معظم الدول إصلاحات في أنظمة دعم أسعار الطاقة والمياه، بهدف تعزيز الكفاءة والحدّ من الهدر. كما وضع 12 بلداً عربياً أهدافاً محددة لاعتماد مصادر الطاقة المتجددة، في طليعتها السعودية والإمارات والمغرب والأردن. وقد يكون التطوُّر الأبرز في هذا المجال تطوير الدول العربية المصدرة للنفط والغاز استراتيجيات للتنمية تقوم على تنويع الاقتصاد وخفض الاعتماد على البترول كمصدر أساسي لتمويل التنمية.
حين أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خططه إلغاء بعض القيود البيئية على صناعة النفط والغاز والفحم الحجري وكفاءة وسائل النقل، اتصل بي صديقي مفاوض المناخ السابق يقترح عليّ البحث عن عمل آخر في مجال غير البيئة. المفاوض المتقاعد قال إنه بعد تدابير ترامب ستنهار اتفاقية باريس المناخية، وتلغى القيود على الانبعاثات، وتسقط تدابير كفاءة الطاقة، وتفلس مشاريع الطاقة المتجددة، ويصبح جماعة البيئة عاطلين عن العمل.
غاب عن بال صديقي أن ترامب حدث عابر، لن يستطيع الوقوف في وجه الوقائع العلمية والإجماع الدولي. قراراته تواجه معارضة سياسية وعلمية ومدنية شرسة داخل الولايات المتحدة، من المرجح أن تسقطها في المحاكم. والانسحاب من اتفاقية باريس لخفض الانبعاثات المسببة لتغير المناخ، حتى لو أقدم عليه، يتطلب ثلاث سنوات، ما يتزامن مع نهاية ولايته. أما الأطراف الأخرى الأساسية في اتفاقية المناخ، وفي طليعتها الصين والهند ودول الاتحاد الأوروبي، فأعلنت التزامها الكامل مندرجات الاتفاقية، مهما كان موقف ترامب. من العبث، إذاً، إضاعة سنوات أخرى في إهمال تنويع الاقتصاد على أسس التنمية المستدامة، بالسير وراء سراب ترامب.
فيا صديقي المفاوض المتقاعد: المستقبل هو لخطط تقوم على استراتيجية تعيد التوازن بين العناصر الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، مثل «رؤية 2030» السعودية، ولفكر مستنير مثل الذي يحمله أمثال علي النعيمي. وكل تأخير في تنويع الاقتصاد جريمة بحق الأجيال المقبلة.
* الامين العام للمنتدى العربي للبيئة والتنمية
[email protected]
www.najibsaab.com


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.