أيها الرجال العظماء.. أيتها النساء المستضعفات.. إن المرأة في أزمة شأنها شأن كل الأزمات التي نعاني منها ونغرق في شبر ماء. يا سلام على كلامي الجميل وفكري الفارغ وصوتي الجهوري وإلقائي العذب! يا سلام، لأكمل إذاً طالما أنني سعيدة بحضوري بينكم ألقي عليكم التحية بنصائحي المجانية للخطة التنموية ودور العشرة النسائية في التنشئة المدنية والقروية والبدوية بشرط التصفيق لوجودي الأنيق والرقيق يا رفيك يا ركيك يا فكيك. وأرجوكم أريد سماع تصفيقكم الموسيقي لأذني. شكراً شكراً! نعم إنها في ورطة والكل سعيد في تورطها وملاق له موضوع يتكلم فيه، مثلي تماماً. نتكلم ونطرح حلولاً، حلوة حلولاً لأن حلولنا حبر على ورق. لا ونكتب أيضاً ونفيض ونستفيض. أهو مشهد مسرحي تراجيدي وكوميدي ونسميه حراكاً ثقافياً اجتماعياً ديبلوماسياً فنياً استعراضياً: سمّه ما شئت وبنتفرج عليه وبنتسلى! فرجة ببلاش، وخلي العالم كله يتفرج كمان. طبعاً فهذه العيون الجشعة، وجشعة وصف أفضل من استعمالي لكلمة سفيهة كما يحلو لظنونكم وللعيون التي تناظرها: تناظر المرأة! لا بد لها إذاً من الانسحاب من هذا العالم بأسره والانعزال عنه وعنكم، والأفضل أن يكون لها في عزلتها هذه عدول واعتكاف في صمت. فصوتها مزعج وشكلها غلط وكلامها لغط. فيا ليتها «تنطم» وتسكت هذه المزعجة فنحن عندنا أشياء أهم منها ومن بناتها وأخواتها وخالتها. فدعها مع خبر كان وعماتها وإن وجداتها! ودعنا نتكلم عنها لا تقاطعنا. إياك أن تقاطعنا لئلا قطعناك وما أشطرنا في المقاطعة. أيها الرجال العظماء... أيتها النساء المستضعفات تحجروا أكثر ولا تتحاوروا ولا تتفهموا ولا تتوصلوا إلى حلول ترضي جميع الأطراف. تمسّكوا بالقشور على حساب اللب و«قزقزوا» لباً كمان وتفززوا وتقززوا منها ومن ساعتها ومن أمها اللي ولدتها. ثم تسلوا بمواضيعها وقضاياها وروّحوا عن أنفسكم بشرط أن تتركوها في عذابها. لا تسمعوا أناتها وآهاتها وبكائها. اتركوها مهزوزة ومنهزمة وشحاذة، كل من هب ودب يحن عليها بقرشين أحياناً وبتوصيلة سيارة أحياناً أو توصيلة شعر لو أمرت الكوافيرة! ولمِ لا فللشحاذة إخراج ولتسريحة الشعر إخراج ومن ثم فليكن شعرها قضيتها، ألم تكمن قوة شمشون في شعره. فلتضع توصيلة في شعرها وأخرى في أظافرها لو شاءت وشاءت أقدارها. ولنبقَ نحن نسترزق في الكتابة عنها وإقامة الندوات نيابة عنها وذاك أفضل لنا من أن تحيا تحت الشمس وفي النور أمامنا «فتصجنا» و«تطوشنا» بهمومها. نحن لا نحب الضجيج، وهذه المرأة لو خطت في الشارع لأحدثت «ربشة» في حركة السير وأوقفت المرور والمارين والمرمرين والممرمرين. مزعجة! تؤثر على الرأس والفكر والعقل والمنطق والفؤاد وفؤاد ذاته. فاحذروها واحذروا توحشها فقد تكون السبب والمسبب في هذا التفكك الأسري والعنف الأسري الذي يقليها ويشويها. أيها الرجال العظماء... أيتها النساء المستضعفات... لا تكونوا طبيعيين فتخافوا من الطبيعة والتطبيعيين والحداثة والشعر والطباعة والنشر والنشوز والنشاز. اهتموا بنشر الغسيل فقط، على ألا تغسلوا بأيديكم. إلا العمل! إياكم وإياه. لا تعملوا، هم الخدامون والخادمات والموظفون والموظفات والمقيمون والمقيمات والقيمون والقيمات واللقبمات، الأحياء منهم ومنهن: قاعدين يعملوا ايه؟ خليهم يتفرجوا عليها كمان وكمان. وهي المرأة يا حبة عيني بتعمل إيه ما هي بتتفرج على المسلسل كمان. ممتاز. خليها من دون إزعاج. تكاسلوا وتقاعسوا واشتكوا واكتئبوا معها كمان وكمان. ولا تنسوا استعمال التكنولوجيا فهو مهم للتسلية والشتيمة وأحدث أنواع التأويل والتهويل والفنون والتعبير والتخبئة وسرقة الوقت والتقدم والنجاح والعمل لكم ولها. وختاماً لكم أيها الرجال العظماء وأيتها النساء المستضعفات كل الشكر والتحية لتضييع وقتكم وعمركم وفكركم وجهدكم في الاستماع لي ولأشكالي: نكتب نيابة عن المرأة ونتفلسف نيابة عن المرأة ونكسب شهرة نيابة عن المرأة، مسكينة هذه المرأة! خلف الزاوية هل من طريق إلى عينيك سالكة كي أوصل البوح لا لحناً ولا طربا منك البداية هل تأتي لتنقذني وكي تعيد من الأيام ما ذهبا؟ [email protected]