تضمنت القمة السورية - الفرنسية بين الرئيسين بشار الأسد ونيكولا ساركوزي في باريس في اليومين الماضيين عدداً من الاشارات والخطوات الفرنسية الدالة الى مدى «حميمية العلاقة» بين الجانبين وحرص باريس على إعطاء زيارة الاسد «ميزة خاصة». وكان لافتاً ان الاسد سار على الأقدام من مقر اقامته في احد الفنادق القريبة من الاليزيه، اذ دخل الباب الرئيسي الواسع متجهاً الى باب القصر حيث كان الرئيس الفرنسي في انتظاره. بعدها، حيّا الرئيسان الصحافيين والمصورين الذين تجمهروا لتغطية ثالث زيارة للرئيس السوري لباريس منذ تسلّم ساركوزي. وداخل الاليزيه، عقد اجتماعان: الاول، قمة بين الاسد وساركوزي بحضور المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان والأمين العام للرئاسة الفرنسية كلود غيان، تخلله غداء عمل نحو ساعتين. والثاني لقاء بين السيدة اسماء عقيلة الرئيس السوري وكارلا بروني عقيلة الرئيس الفرنسي، قبل ان يعقد لقاء رباعي ضم الاسد وساركوزي وعقيلتيهما. ولاحظت مصادر فرنسية ان هذه من اللقاءات النادرة في التقاليد الفرنسية للدلالة الى دفء العلاقة مع سورية والاسد في وقت تترأس فرنسا مجموعتي العشرين والثماني وتنوّه بالدور السوري في استقرار الشرق الاوسط. اللافت ايضاً ان الأسد اطل على الصحافيين الذين انتظروا اكثر من ساعتين امام باب القصر، ليجيب عن الاسئلة المتعلقة بعملية السلام والعراق ولبنان وإيران والعلاقات الثنائية، موضحاً ما بحث وما لم يبحث منها في خامس قمة جمعته مع الرئيس الفرنسي في السنتين الاخيرتين. وبينما كان الرئيس السوري يعقد لقاء مع رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية برنارد كويير، أمّ عدد من المسؤولين الفرنسيين مقر اقامة الوفد السوري. وأُعلن انه متابعة لما تم انجازه على صعيد التعاون في مجال الثقافة والتراث بين سورية وفرنسا، عقدت السيدة أسماء لقاء مع مديري متحف «لوفر» و «الكلية الفرنسية للادارة» و «المعهد الفرنسي للآثار» في حضور وزير الثقافة رياض عصمت والمستشار الثقافي والاعلامي للرئيس الفرنسي اريك غاروندو والمدير العام للمؤسسات الثقافية في وزارة الثقافة الفرنسية، اذ جرى «بحث الرؤية الجديدة للمتاحف الوطنية والمواقع الأثرية في سورية بالاستعانة بالخبرة الفرنسية في هذا المجال». وأفادت «الوكالة السورية للأنباء» (سانا) بأن اللقاء تضمن ايضاً «مناقشة الاستراتيجيات وخطط العمل التنفيذية التي تم إعدادها من فريقي العمل السوري والفرنسي لتجديد النظام المتحفي السوري في شكل يعكس قصة سورية بوصفها قصة لتنوع الحضارات وإبداع الانجازات الانسانية تركت أثرها في ثقافات وحضارات أخرى عدة، وجرى بحث موضوع تهيئة الكوادر العلمية وتطوير مناهج الادارة المقدمة في سورية لتشمل مناهج الإدارة الثقافية، وذلك لإعداد الكوادر البشرية والكفاءات القادرة على ادارة النظام المتحفي الجديد». وقال مدير متحف «لوفر» نري لواريت بعد اللقاء ان اتفاقية التعاون الثقافي التي وقعت بين البلدين العام الماضي في مجال المتاحف «تشجع على تعزيز التعاون بين المتحف والمؤسسات الثقافية السورية، وهذا التعاون يتطور بشكل فعلي بفضل دعم السيدة أسماء وإرادتها حيث تمحورت محادثاتنا في هذا الموضوع، بالاضافة إلى انشاء مشاريع ثقافية مشتركة في سورية في المستقبل»، لافتاً الى ان «المجموعة السورية الموجودة في متحف لوفر مهمة جداً، وأن التعاون مع سورية يمثل شراكة حقيقية تسمح بأن يكون متحف اللوفر موجوداً في بعض المشاريع في سورية وفي المؤسسات والمتاحف والمواقع الأثرية».