اكد الرئيس بشار الأسد دعم سورية تشكيل حكومة وحدة وطنية عراقية لأنها تعني «الحفاظ على وحدة» البلاد. وكان الأسد يتحدث إلى الصحافيين بعد لقائه نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي في قصر الإليزيه اول امس، وتخلل اللقاء غداء عمل بحضور المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية السورية الدكتورة بثينة شعبان والأمين العام للرئاسة الفرنسية كلود غيان. وقال الأسد رداً على سؤال ان الموضوع العراقي وتشكيل الحكومة العراقية لم يطرحا في محادثاته، موضحاً ان سورية «تدعم تشكيل الحكومة العراقية حيث انتهى العراق من مرحلة ما بعد الانتخابات، وكانت مرحلة صعبة». وأشار الى أن سورية «كانت قلقة من العقبات التي وقفت في وجه تشكيل الحكومة في ذلك الوقت أو الاتفاق على رئيس الحكومة». وزاد :»الآن في المرحلة الثانية هناك تشكيل للحكومة، ونتمنى أن يتمكن العراق من تشكيلها بأقصى سرعة كي ينتقل الى مرحلة العملية السياسية»، مشيراً إلى أن سورية «تتواصل مع كل القوى العراقية وتؤكد دائماً موضوع الاتفاق بين هذه القوى، وليس لدينا وجهة نظر خاصة حول شكل الحكومة. إذا كانت تعبر عن إجماع وطني او حكومة وحدة وطنية عراقية، فهذا كاف بالنسبة لنا في سورية لإنه يعني شيئاً وحيداً وهو الحفاظ على وحدة العراق ولا يوجد لدينا أي مصلحة أخرى في العراق، لذلك لم نطرح إلا هذا العنوان». ووصفت الدكتورة شعبان محادثات القمة السورية-الفرنسية بأنها كانت «إيجابية جداً شملت كل المواضيع واتصفت بالثقة التي عبر عنها الرئيس ساركوزي من خلال الإشادة بدور سورية في دعم الاستقرار والسلام في المنطقة». وقالت في تصريحات صحافية:»إن الرئيسين الأسد وساركوزي كانا مرتاحين جداً للنقاش الذي يأتي حلقة اضافية في هذه العلاقة ويبني على ما سبقها». وكان الأسد بحث مع رئيس الوزراء العراقي المكلف نوري المالكي في دمشق في تشرين الأول (اكتوبر) الماضي في «علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين وآفاق تطويرها في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية وضرورة العمل على إزالة كل العقبات التي تعترض التعاون الثنائي وأهمية البحث عن آفاق تعاون جديدة تعزز العلاقات الأخوية بين الشعبين وتخدم مصالحهما المشتركة». وأفاد بيان رئاسي وقتذاك ان اللقاء تناول «آخر المستجدات على الساحة العراقية والجهود المبذولة لحل أزمة تشكيل الحكومة العراقية، حيث جدد الرئيس الأسد موقف سورية الداعي إلى ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية عراقية تمثل جميع أطياف الشعب العراقي ووقوف سورية على مسافة واحدة من جميع العراقيين ودعمها لكل ما يتفق عليه أبناء العراق الشقيق» وإن المالكي «شكر الرئيس الأسد على مواقف سورية تجاه العراق وحرصها على مساعدة العراقيين فى تحقيق الأمن والاستقرار فيه والحفاظ على وحدته أرضاً وشعباً مؤكداً حرص القيادة العراقية على إقامة أفضل وأمتن العلاقات مع سورية وعلى كل الصعد بما يتناسب مع حجم العلاقات الشعبية والأخوية التى تربط أبناء سورية والعراق».