أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أن الإمارات دولة تحكمها عقول نيرة قادرة على تمييز الغث من السمين، مشيراً إلى أن ما يطرح في مجلس التعاون يتم الاتفاق عليه من ست دول لا دولة بعينها، أي أنه اتفاق على تحقيق مصالح للجميع تعود فائدتها على المنطقة بأسرها وتصب نتائجها في ربط مصالح أبناء وشعوب الخليج كافة، وعلى هذا الأساس لن يكون هناك خلاف، والمراجعة المقبلة السابقة للتطبيق ستحل ما اختلف عليه. وقال خادم الحرمين: «لقد أدركت زعامات دول مجلس التعاون أن الترابط بين بلدانهم هو المستقبل والقوة والمنعة لها، ونثق بأن الإمارات لن تتخلف عن أي ركب ترى فيه توطيداً لأواصر الترابط وتعزيزاً لهذه القوة المرجوة لدولنا، فإرثنا التاريخي واحد وهدفنا وطن واحد ليس فيه بين الأشقاء حساب». وتابع: «على كل الأجواء مراجعة اتفاق الوحدة النقدية مفتوحة، وللإمارات زعامة واعية يجسدها أبناء زايد - رحمه الله- وهم الأبخص بشؤون بلدهم، ولا نشك في حرصهم على قوة قرارات مجلسنا الخليجي. وقال: «إخواننا في دولة الإمارات هم أبناء أخونا الشيخ زايد - رحمه الله - الذي يعد أحد أركان تأسيس مجلس التعاون الخليجي، والاتفاق على الوحدة النقدية لدول المجلس سيخضع - بلا شك - للمراجعة قبل إقراره أو دخوله حيز التنفيذ»، مشيراً إلى أن هذه المراجعة ستخرج بنتائج وقرارات من رحم القيم الخليجية التاريخية التي نحرص جميعاً على المحافظة عليها كونها تثري علاقات التعاون بيننا، والمواقف المشرفة والمشهودة للشيخ زايد - رحمه الله - في هذا الشأن جعلته زعيماً لتكريس الألفة والتقارب الخليجيين. وقال الملك عبدالله في حديث لصحيفة السياسة الكويتية: «قد تختلف زعامات دول مجلس التعاون على أراء أو قضايا معينة ولكن هذا الاختلاف لا يلبث أن يتبدد سواء في القمم الخليجية أو اللقاءات الثنائية... فالاختلاف في الرأي لن ولم يشكل خلافاً طيلة مسيرة وتاريخ مجلسنا، ولهذا فالمملكة ودولة الإمارات ستبقيان أشقاء وأي اختلاف في الرأي كما ذكرت لك سرعان ما يزول في المراجعات المستقبلية لأسباب ومسببات هذا الاختلاف». وطمأن خادم الحرمين الجميع على صحة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وقال: «صحة ولي العهد بخير والحمد لله وأقول هذا لطمأنة محبيه الكثر القلقين على صحته وأؤكد لهم أن سلطان شفاه المولى جل في علاه مما ذهب للعلاج من أجله». وفي ردّ على سؤال حول الخطاب الذي ألقاه في قمة الكويت قال الملك عبدالله: «دعني أقول لك ولكل من يقرأ أو يسمع بجوابي هذا أن الألم كان يعتصرني كواحد من القيمين على أمر العرب والمسلمين، لقد كنت استعرض ما حولنا من أحداث وهموم وقضايا، وخشيت أن - تذهب ريحنا - بفعل شتاتنا إلا ما رحم ربي، فرجعت إلى نفسي وكان ذاك الخطاب الذي بدأته بالاقتصاص من ذاتي مع أننا كنا نحن نتلقى الصدمات، وربما بعض العنت ممن قست قلوبهم والعياذ بالله، لقد دعوت إلى مصالحة عربية حقيقية تعرف أطرافها مكامن الداء لتبدأ في تحديد سبل الدواء... ولم لا؟ وعالمنا العربي يزخر بخيرات وفيرة - والحمد لله - ويمتلك أسباب ومعطيات القوة السياسية، بيد أن ما كان ينقصه هو تعاضد قادته وربط مصالح أبنائه وإيجاد تعاون جماعي بدلاً من ذاك العمل الفردي أو الثنائي أو الثلاثي... لقد شعرت أن الجميع في قمة الكويت تأثر معي، وتابعت أصداء هذه الدعوة في العالم العربي، ويعلم الله أنها دعوة مخلصة لوجهه الكريم، ولا نبغي من ورائها إلا الخير للجميع... لقد تابعت ما كتب حولها، وهو أمر مشجع ومريح، ورغم أن هذه الدعوة أخذت مساراً ليس كل ما كنا نرتجيه وننشده، لكنه مسار مفرح ويوحي بتجاوب كبير من لدن الإخوة قادة وزعماء دولنا العربية، صحيح أنه كان هناك عتب مصري على مواقف البعض، غير أنه سرعان ما تسامحت الشقيقة مصر ورئيسها محمد حسني مبارك على تلك المواقف، ولبت كعهدنا بها دائماً بوعي وفهم كبيرين نداء المصالحة». وزاد: «كلما أنظر إلى عالم أمة العرب أسأل نفسي لماذا نحن على هذه الحال؟... فكل إمكانات التقدم السياسي والاقتصادي والاجتماعي متوافرة لدينا، ولا نحتاج إلى أكثر من نقاء وصدق النوايا. كما أكد خادم الحرمين أن اقتصاد بلاده بخير، ورأى أن السعر العادل للنفط 75 دولاراً وربما 80 دولاراً للبرميل، لاسيما في الوقت الراهن. وقال : «قلت لكم في أوج حالة الذعر التي اجتاحت العالم بأسره إن اقتصادنا بألف خير والحمد لله، فقط تأثرنا في المملكة شأننا شأن الكثير من الدول بقليل من الذعر أحسب أنه زال بعد أن أدرك شعبنا أن اقتصاد بلده عفي وقادر على تجاوز تداعيات أي أزمة عالمية مالية طارئة، وبخصوص الموازنة الجديدة المعلنة زاد فيها حجم الإنفاق عن نظيره في الموازنة السابقة بما يقارب 40 بليون ريال. ... ويستقبل مساعدة بوش لشؤون الأمن الداخلي استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، في قصره في الرياض مساء أمس، مساعدة الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش لشؤون الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب فرانسيس تاونسيند. وأفادت وكالة الأنباء السعودية بأنه جرى خلال الاستقبال، تبادل الأحاديث الودية حول عدد من المواضيع.