أقر مجلس محافظة كركوك أمس، إجراء استفتاء على انضمام المحافظة إلى إقليم كردستان، ورفض قرار البرلمان الاتحادي إنزال علم الإقليم من على المباني الرسمية، وسط استياء ومقاطعة الأطراف العربية والتركمانية. ورفضت إيران هذه الخطوة واعتبرتها مثيرة ل «التوتر» وتمهد للتقسيم، فيما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنها «غير دستورية» وكركوك «ليست كردية فقط» (للمزيد). وكان محافظ كركوك نجم الدين كريم، أصدر منتصف الشهر الماضي قراراً يقضي برفع علم كردستان إلى جانب العلم العراقي في دوائر المحافظة والشركات العامة التابعة للوزارات وفي المناسبات الرسمية. وأكد النائب عن «التحالف الكردستاني» ريبوار طه ل «الحياة» أن «علم كردستان سيبقى مرفوعاً في كركوك»، وأشار إلى أن ذلك «حق دستوري وقانوني ولا يمكن أحداً أن يفرض إرادته بالقوة». وأضاف أن «استعانة بعض المكونات العراقية بأطراف خارجية أمر مرفوض، ينتهك السيادة ويعبر عن مخالفة هذه المكونات الدستور الذي نظم عملية انضمام أي محافظة إلى الإقليم، ولا يوجد مبرر للاعتراضات الكبيرة على قرار مجلس المحافظة». في هذه الأثناء، دعا تيار «اللقاء العربي» في كركوك الجهات السياسية والإدارية والعشائرية إلى «الاحتكام للعقل والحكمة لحلحلة المشكلات»، وقال منسق اللقاء أحمد حميد العبيدي في بيان إن «حل أي موضوع خلافي بين المكونات هو الحوار بالاعتماد على القانون بعيداً من التشنجات والانفعالات العاطفية، وكل ذي حق يأخذ حقه على هذا الأساس». ودعا كل الجهات السياسية والعشائرية والإدارية «للجلوس إلى طاولة حوار واحدة لحل الخلافات بحضور نواب كركوك وشخصياتها المعتبرة والمحترمة، بعيداً من تدخلات المحافظات والمحيط الإقليمي والدولي، كما ندعو بغداد وإربيل إلى حل المشكلات والخلافات العالقة بينهما بعد تحرير الأرض العراقية من دنس داعش الإرهابي وعودة جميع النازحين إلى ديارهم». واعتبر النائب عن محافظة كركوك، عضو الجبهة التركمانية، حسن توران «قرارات مجلس المحافظة مخالفة للدستور والقانون، ولا يحق لأي سلطة محلية رفض قرار السلطة التشريعية، لأنه يعلو كل القرارات في البلد»، معتبراً «الدعوة إلى إجراء استفتاء مخالفة أخرى للدستور والقانون والهدف منه التغطية على قرار رفع العلم الكردستاني». وأكد أنه «لم يحضر اجتماع المجلس ممثل المكون التركماني ولا العربي». إلى ذلك، أعلن أردوغان أمس، رفضه رفع أي علم غير العلم العراقي في كركوك، وأضاف أن المحافظة «ليست للأكراد وحدهم». وطالب «إدارة شمال العراق (إقليم كردستان) بتصحيح الخطأ». في طهران، قال الناطق باسم وزارة الخارجية بهرام قاسمي إن «رفع أي علم غير العلم الوطني العراقي في كركوك يتعارض مع الدستور، ولا يساهم في استقرار الأوضاع»، لافتاً إلي أن إيران تدعم وحدة الأراضي العراقية، والسيادة الوطنية. وتعارض إيران تشكيل دولة كردية في شمال العراق، وتعتقد بأن ضم كركوك إلى كردستان يسرع في الانفصال، فالمحافظة الغنية بالنفط ستشكل مورداً مالياً للإقليم «ما يؤدي إلي تغيير الحدود في هذه المنطقة الحساسة، التي تؤثر في الأكراد الإيرانيين». وأضاف أن «مكافحة الإرهاب وتطهير المناطق من دنس الإرهابيين التكفيريين وداعش هما أهم قضية تواجهها الحكومة والشعب العراقيين».